٤٩ ـ مصرع الحر بن يزيد الرياحي (رض):
(مقتل الحسين للمقرم ص ٣٠٢)
ثم رمى أيوب بن مشرح الخيواني فرس الحر بسهم فعقره وشبّ به الفرس ، فوثب عنه كأنه ليث (١) وبيده السيف. فقاتلهم راجلا قتالا شديدا وهو يقول :
إن تعقروا بي فأنا ابن الحرّ |
|
أشجع من ذي لبد هزبر |
وفي رواية أنه كان يرتجز ويقول :
إني أنا الحر ونجل الحرّ |
|
أشجع من ذي لبد هزبر |
ولست بالخوّار عند الكرّ |
|
لكنني الثابت عند الفرّ |
وجعل يضربهم بسيفه حتى قتل نيفا وأربعين رجلا (٢).
ثم حملت الرجالة على الحر وتكاثروا عليه ، فاشترك في قتله أيوب بن مشرح ، فاحتمله أصحاب الحسين عليهالسلام حتى وضعوه أمام الفسطاط الّذي يقاتلون دونه ... وهكذا كان يؤتى بكل قتيل إلى هذا الفسطاط ، والحسين عليهالسلام يقول : قتلة مثل قتلة النبيين وآل النبيين (٣).
ثم التفت الحسين عليهالسلام إلى الحر وكان به رمق ، فقال له وهو يمسح الدم عنه : أنت الحر كما سمّتك أمك ، وأنت الحرّ في الدنيا والآخرة.
ورثاه رجل من أصحاب الحسين عليهالسلام ، وقيل علي بن الحسين عليهالسلام ، وقيل إنها من إنشاء الإمام الحسين عليهالسلام خاصة (٤) فقال :
لنعم الحرّ حرّ بني رياح |
|
صبور عند مشتبك الرماح |
ونعم الحر إذ نادى حسين |
|
فجاد بنفسه عند الصياح |
وفي (طبقات ابن سعد) أنه المتوكل الليثي (٥).
__________________
(١) مقتل المقرّم ، ص ٣٠٢ عن تاريخ الطبري ، ج ٦ ص ٢٤٨ و ٢٥٠.
(٢) مقتل المقرّم ، ص ٣٠٢ عن مناقب ابن شهر اشوب ، ج ٢ ص ٢١٧ ط إيران.
(٣) مقتل المقرّم ، ص ٣٠٢ عن تظلم الزهراء ، ص ١١٨ ؛ والبحار ، ج ١٠ ص ١١٧.
(٤) مقتل المقرّم ، ص ٣٠٣ عن روضة الواعظين ص ١٦٠ ؛ وأمالي الصدوق ، ص ٩٧ مجلس ٣٠.
(٥) مجلة تراثنا الصادرة في قم ، العدد ١٠ ص ١٨١.