وقال الشعبي : لما دخلت نساء الحسين عليهالسلام على نساء يزيد ، قلن : وا حسيناه. فسمعهن يزيد فقال :
يا صيحة تحمد من صوائح |
|
ما أهون الموت على النوائح |
وفي (مقتل الحسين) للخوارزمي ، ج ٢ ص ٧٤ :
وأمر أن يدخلوا أهل بيت الحسين عليهالسلام داره. فلما دخلت النسوة دار يزيد لم تبق امرأة من آل معاوية ، إلا استقبلتهن بالبكاء والصراخ ، والنياحة والصياح ، على الحسين عليهالسلام ، وألقين ما عليهن من الحلي والحلل. وأقمن المأتم عليه ثلاثة أيام.
٦٠١ ـ أسباب إطلاق سراح السبايا من السجن :
(أسرار الشهادة للدربندي ، ص ٥٢٢)
يقول الفاضل الدربندي : الأسباب التي دعت يزيد إلى إطلاق آل الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم من السجن والحبس كثيرة ، فقد رأى ذلك المارق من الرأس الشريف ومن آل الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم من المعجزات الباهرات ، وخوارق العادات الساطعات ، ما لا يعدّ ولا يحصى.
منها : ما رآه في منامه من رؤيا هائلة في الليلة التي رأت فيها زوجته هند الرؤيا التي سنذكرها ، ويكشف عن ذلك قول هند : " فجعلت أطلب يزيد ، فإذا هو قد دخل إلى بيت مظلم ، وقد دار وجهه إلى الحائط ، وهو يقول : ما لي ولقتل الحسين ... الخ".
ومنها : ما رأته زوجته هند في منامها وقصّته له ، وسوف نذكرها صفحة ٦٧٣.
ومنها : ما رأته جارية في منامها ، وفيه أن جمعا من الملائكة كانوا يريدون حرق دار يزيد ومن فيها.
ومنها : ما رأته سكينة عليهالسلام في منامها وقصّته عليه ، وقد مرّ ذكرها.
فهذه الأشياء قد أوقعت الرعب في قلب ذلك الكافر ، من جهة زوال ملكه وانصرام أجله. إلا أن السبب الأقوى هو ما نشأ في قلبه من الخوف والرعب بسبب وقوع المحادثات بين الناس في شأنه ، ونفور أهل الشام عنه ، وقرب ثوران الفتنة ، واحتمال هجوم الناس عليه.