فليت شعري إذا كان هذا هو السبب ، فهل قتل جيش يزيد الطفل الصغير ، لأنه لم يبايع خليفتهم؟!.
أم هل سبوا بنات رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وساروا بهن من كربلاء إلى الكوفة ، ومن الكوفة إلى الشام ، من أجل أن يبايعن الخليفة؟.
إذن لماذا فعلوا ذلك وغير ذلك؟.
لماذا حرّق جيش يزيد خيام آل الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم في كربلاء؟.
ولماذا داس جيش يزيد بحوافر خيولهم صدر ابن بنت رسول الله وظهره؟.
ولماذا تركوا جسده وأجساد آل بيته وأنصاره في العراء ولم يدفنوهم؟.
ولماذا قطعوا رؤوسهم بوحشية نادرة واقتسموها فيما بينهم ، وحملوها على أطراف الرماح؟.
ولماذا حملوا نساء النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وأطفاله على أقتاب الإبل بدون غطاء ولا وطاء؟
وساروا بهم من بلد إلى بلد ، ومن منزل إلى منزل؟.
ولماذا ينكث يزيد ـ ومن قبله ابن زياد ـ ثنايا أبي عبد الله الحسين عليهالسلام بالقضيب ، ثم يصلبه ثلاثا على مئذنة المسجد في دمشق؟.
إن الجواب على كل ذلك قد أفصح عنه يزيد في قوله ، حين وضع الرأس الشريف بين يديه ، وتمثّل بأبيات ابن الزّبعرى المشرك الكافر. فالذي دفعه إلى ذلك حقده على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وعلي عليهالسلام وسلالتهما ، الذين قتلوا أجداده وأعمامه الكفار يوم بدر. إذن فهي أحقاد بدرية كامنة ، والقوم لم يسلموا ولكن استسلموا ، حتى إذا حانت الفرصة لهم أخذوا بثأرهم من الإسلام ومن نبي الإسلام صلىاللهعليهوآلهوسلم.
٨٧٤ ـ مقارنة بين أعمال بني أمية وبني هاشم :
لم يزل بنو أمية بقيادة أبي سفيان يحاربون النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم حتى أسلموا مكرهين يوم فتح مكة ، فعاملهم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم معاملة حسنة ، وقال : «من دخل دار أبي سفيان فهو آمن». وعفا عنهم ولم يضرب أعناقهم ، بل قال لهم : «اذهبوا فأنتم الطلقاء».
لكنهم حين أصبح الملك بأيديهم ، منعوا عليا عليهالسلام وجنده من الماء المباح ، ونكثوا بصلح الحسن عليهالسلام وسمّوه ، وجزّروا أبناء النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في كربلاء كما تجزّر الأضاحي ، وسبوا نساءه وأطفاله كما تسبى الترك والديلم.