١٩٣٢ ص ٣٣٣ : ذهبنا يوما لزيارة مقامات أهل البيت عليهمالسلام الكائنة في مقبرة باب الصغير في دمشق ، فلما وصلنا إلى مقام رؤوس الشهداء الّذين استشهدوا مع الحسين عليهالسلام بكربلاء ، وجدنا القبة والجدران بحاجة إلى الترميم والإصلاح ، فوفّقنا الله للقيام بذلك ، وجلبنا من يلزم من العمال ، وأخذوا في الترميم إلى أن تمّ على أحسن ما يرام. وكان الفراغ من ذلك يوم الخميس في ١٢ جمادى الأولى ١٣٥٠ ه / ١٩٣١ م. وفي أثناء العمل سقط سعيد بن ديب شرف أحد العمال من أعلى القبة إلى الأرض ، فلم يتأذّ ولم يصب بسوء قط ، ولا شك أن ذلك من كرامات أهل البيت عليهمالسلام. فهنيئا لمن والاهم وتمسّك بحبلهم واقتدى بهم.
(أقول) : الرؤوس المدفونة في هذا الموقع هي :
من الأصحاب : حبيب بن مظاهر. ومن الآل : علي بن الحسين الأكبر عليهالسلام ـ القاسم بن الحسن عليهالسلام ـ عبد الله بن الحسن عليهالسلام. ومن أولاد الإمام علي عليهالسلام : أبو الفضل العباس ـ عبد الله بن علي عليهالسلام ـ جعفر بن علي عليهالسلام ـ عثمان بن علي عليهالسلام ـ محمّد الأصغر ابن علي عليهالسلام ـ عمر الأصغر بن علي عليهالسلام ـ أبو بكر بن علي ومن نسل عقيل : جعفر بن عقيل عليهالسلام ـ عبد الله بن عقيل عليهالسلام ـ محمّد بن مسلم بن عقيل عليهالسلام. ومن نسل جعفر الطيار عليهالسلام : عون ومحمد ابنا عبد الله بن جعفر عليهمالسلام.
وهي الرؤوس التي أتوا بها مع السبايا إلى الشام ، وعددها ستة عشر رأسا ، ما عدا رأس الحسين عليهالسلام الّذي أرجع إلى كربلاء.
هذا وقد حصل تحسين ملحوظ على مشهد رؤوس الشهداء عليهمالسلام ، كما أهدى الشيعة البهرة من الهند قفصا جديدا لرؤوس الشهداء ، وضعوا داخله على التابوت ٧٢ كرة صغيرة من المخمل ترمز للرؤوس الشريفة ، منها ١٦ حمراء اللون وهي المدفونة في ذلك المكان ، والعدد الباقي بلون أخضر لتمييزها عنها ، وهي التي دفنت في كربلاء ولم تأت إلى دمشق.
وقد ذكر لي الأخ السيد سليم مرتضى متولي مقامات الستات ، أنهم أثناء تركيب القفص الجديد ، حفروا في الأرض لتثبيت القفص ، فانبعثت من الأرض رائحة كالمسك ، فدهش البهرة والحاضرون وخروا لله ساجدين.
وفي تقديري أن المراقد المقطوع بصحتها في دمشق اثنان : مرقد السيدة