أأبا يزيد لتلك حكمة خالق |
|
تجلى على قلب الحكين فيرشد |
أرأيت عاقبة الجموح ونزوة |
|
أودى بلبّك غيّها المترصّد |
أغرتك بالدنيا فرحت تشنّها |
|
حربا على الحقّ الصّراح وتوقد |
تعدو بها ظلما على من حبّه |
|
دين ، وبغضته شقاء سرمد |
علم الهدى وإمام كلّ مطهّر |
|
ومثابة العلم الذي لا يجحد |
ورثت شمائلهپ براءة أحمد |
|
فيكاد من برديه يشرق أحمد |
وغلوت حتى قد جعلت زمامها |
|
إرثا لكلّ مذمّم لا يحمد |
هتك المحارم واستباح خدورها |
|
ومضى بغير هواه لا يقيّد |
فأعادها بعد الهدى عصبيّة |
|
جهلاء تلتهم النّفوس وتفسد |
فكأنما الإسلام سلعة تاجر |
|
وكأنّ أمّته لآلك أعبد |
* * *
فاسأل مرابض كربلاء ويثرب |
|
عن تلكم النّار التي لا تخمد |
أرسلت مارجها فماج بحرّه |
|
أمس الجدود ولن يجنبها غد |
عبثا يعالج ذو الصّلاح فسادها |
|
ويطيبّ معضلها الحكيم المرشد |
أين الّذي يسلو مواجع أحمد |
|
وجراح فاطمة التي لا تضمد |
والزّاكيات من الدّماء يريقها |
|
باغ على حرم النّبوة مفسد |
والطّاهرات فديتهنّ حواسرا |
|
تنثال من عبراتهنّ الأكبد |
والطّيبين من الصّغار كأنهم |
|
بيض الزّنابق ذيد عنها المورد |
تشكو الظّماء لظالمين أصمّهم |
|
حقد أناخ على الجوانح موقد |
والذائدين تبعثرت أشلاؤهم |
|
بددا ، فثمّة معصم وهنا يد |
تطأ السّنابك بالطّغاة أديمها |
|
مثل الكتاب مشى عليه الملحد |
فعلى الرّمال من الأباة مضرّج |
|
وعلى النّياق من الهداة مصفّد |
وعلى الرّماح بقيّة من عابد |
|
كالشّمس ضاء به الصّفا والمسجد |
فلطالما حنّ الدّجى لحنينه |
|
وحنا على زفراته المتهجّد |
إن يجهل الأثماء موضع قدره |
|
فلقد داره الرّاكعون السّجّد |