الإضافات والاعتبارات ينتهي إلى المبدئية المذكورة ، وهذه المبدئية واحدة بحسب الأوقات والأزمان وتجددها لا يوجب اختلاف تلك المبدئية وتجددها ، لأن نسبة جميع الأزمنة والأمكنة إليه تعالى ليست إلّا نسبة واحدة :
جمالك في كلّ الحقائق سائر |
|
وليس له إلا جلالك ساتر |
تجليت للأكوان خلف ستورها |
|
فنمّت بما ضمت عليه الستائر |
وأما وجه الفرق بين الثبوتية والسلبية فقد تقدم في البحوث السابقة.
وقبل أن نثبت الأمور الثلاث لا بدّ من توضيح نقطتين :
الأولى : هل يمكن قبول الذات الإلهية المقدّسة للنعوت والصفات.
الثانية : هل الصفات الذاتية عين السلبية؟
أما بيان النقطة الأولى :
فقد ذهب جمع من المتكلمين إلى أنّ الذات الإلهية لا يمكن اتّصافها بشيء من النعوت والصفات لكونه بسيطا محضا وأحديّ الذات من دون دخل لأية صفة في ذاته ، لأنّ الاتّصاف بالصفات المختلفة يوجب التكثر في الذات وهو خلف كونه بسيطا ، وحملوا هذه الصفات التي دلّ عليها القرآن على المجاز والاستعارة بدعوى أن اتّصال ذاته تعالى بالعلم والحياة والقدرة ونحوها كما في آيات الكتاب العزيز من باب أن فعله تعالى يشبه فعل الذات.
وهناك رأي مخالف له ، مفاده :
أن ذاته تعالى متّصفة ببعض الصفات والنعوت ، وكل صفة مغايرة للصفة الأخرى ، فصفاته عزوجل عندهم زائدة على ذاته ، وحيث إن الموصوف بها قديم فتكون هذه الصفات كالموصوف واجبات وقدماء ، فمن هنا نشأت فكرة القدماء الثمانية في الذات والصفات.
فمنشأ الخلاف ومورده يعود إلى مسألة : هل أن صفاته تعالى عين ذاته أو لا؟
ذهب المعتزلة إلى نفي الصفات خوفا من مغبة الوقوع في نسبة الشرك في الوحدانية. وذهب الأشاعرة إلى القول بزيادة الصفات رغبة منهم في توصيفه بالصفات الكمالية وإليك التفصيل :