«علي مع الحق ، والحق مع علي يدور معه حيثما دار» (١) وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم لعمار : «يا عمار ، إن رأيت عليا قد سلك واديا وسلك الناس واديا غيره ، فاسلك مع علي ودع الناس ، إنه لن يدلّك على ردى ولن يخرجك من هدى» (٢). وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «اللهم أدر الحق مع عليّ ، حيث دار» (٣) إلى غيرها من الأحاديث.
ومن هنا قال أبو القاسم البجلي وتلامذته من المعتزلة : «لو نازع علي عقيب وفاة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وسلّ سيفه لحكمنا بهلاك كل من خالفه وتقدم عليه ، كما حكمنا بهلاك من نازعه حين أظهر نفسه ، ولكنه مالك الأمر وصاحب الخلافة ، إذا طلبها وجب علينا القول بتفسيق من ينازعه فيها ، وإذا أمسك عنها وجب علينا القول بعدالة من أغضى له عليها ، وحكمه في ذلك حكم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لأنه قد ثبت عنه في الأخبار الصحيحة أنه قال : «علي مع الحق ، والحق مع علي يدور معه حيثما دار» (٤) ، وقال له غير مرة : «حربك حربي ، وسلمك سلمي» (٥).
وإذا كانت هذه الأحاديث التي مرت تعين عليا وولديه ، فما الّذي يعين بقية الأئمة من أهل البيت عليهمالسلام؟
هناك روايات مأثورة لدى الشيعة وأخرى لدى السنة ، يذكرها صاحب الينابيع (٦) وغيره ، تصرح بأسمائهم جميعا».
ولكن الروايات التي حفلت بها الصحاح والمسانيد لا تذكرهم بغير عددهم. ففي رواية البخاري ، عن جابر بن سمرة ، قال : «سمعت النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : يكون
__________________
(١) مجمع الزوائد : ٧ ـ ٢٣٥.
(٢) كنز العمال : ١١ ـ ٦١٤ ، ح ٣٢٩٧٢ ط. مؤسسة الرسالة.
(٣) المستصفى : ١ ـ ١٣٦.
(٤) بحار الأنوار : ٣٣ ـ ٣٣٢ ، الحديث : ٥٧٧.
(٥) بحار الأنوار : ٢٤ ـ ٢٦١ ، الحديث ١٥. راجع أيضا «شرح نهج البلاغة ، لابن أبي الحديد» ١ ـ ٢١٢.
(٦) ينابيع المودة : ٣ ـ ٩٩.