.................................................................................................
______________________________________________________
جهدك ، أي على قدر وسعك وطاقتك.
والجهاد هو المبالغة في استفراغ الوسع لحرب أو لسان أو ما أطاق من شيء في سبيل الله.
وأصله المبالغة في الاستخراج ، ومنه قولهم جهد البئر ، أي بالغ في استخراج مائها ، ويكون من تحمّل المشاق ، ومنه جهدك الشيء ، إذا اشتد.
وقيل : سمى جهادا ، أخذا من اللّبن المجهود ، وهو الذي أخذ زبدة ، وكذلك الجهاد فإنه يستخرج لشدته قوة القوي ، كما يؤخذ زبد اللبن.
وهو واجب بالكتاب والسنة والإجماع.
أما الكتاب فقوله تعالى (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ) (١) وقوله تعالى (وَقاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ) (٢) (وَقاتِلُوهُمْ حَتّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ) (٣) (فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ) (٤) (انْفِرُوا خِفافاً وَثِقالاً وَجاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ) (٥) الى غير ذلك من الآيات الدالّة على وجوبه والتحثيث عليه.
وأما السنة فكثيرة : مثل قول النبيّ صلّى الله عليه وآله غدوة في سبيل الله أو روحه خير من الدنيا وما فيها (٦).
وقال عليه السّلام : انّ جبرئيل أخبرني بأمر قرّت به عيني وفرح به قلبي ، قال : يا محمّد من غزا غزاة في سبيل الله من أمّتك فما أصابته قطرة من السماء أو صداع الّا كانت له شهادة يوم القيامة (٧).
وروى عمرو بن خالد عن زيد بن علي عن أبيه عن آبائه عليهم السّلام قال :
__________________
(١) البقرة : ٢١٦.
(٢) البقرة : ١٩٠.
(٣) البقرة : ١٩٣.
(٤) التوبة : ٥.
(٥) التوبة : ٤١.
(٦) عوالي اللئالى : ج ٣ ص ١٨٣ الحديث ٦ ولاحظ ما علق عليه.
(٧) الفروع : ج ٥ كتاب الجهاد ، باب فضل الجهاد ص ٣ الحديث ٣ وص ٨ الحديث ٨.