.................................................................................................
______________________________________________________
التجارة ، فإنه يبحث فيها عن أحكام العقود وأقسام البيع ، وهي كثيرة الشعب ، وليس كذلك المكاسب ، والعادة اندراج الأقلّ تحت الأكثر.
إذا عرفت هذا ، فالتجارة تنقسم بانقسام الأحكام الخمسة :
فمنها واجب : وهو ما اضطر الإنسان إليه في المباح ، ولا سبب له سواه ، قال تعالى (فَامْشُوا فِي مَناكِبِها وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ) (١) (فَإِذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللهِ) (٢) وقال النبي صلّى الله عليه وآله : ملعون ملعون من ضيّع من يعول (٣) وقال الصادق عليه السّلام : إذا عسر أحدكم فليضرب في الأرض يبتغى من فضل الله ولا تغمّ نفسه وأهله (٤) وسأله رجل أن يدعو الله له أن يرزقه في دعة؟ فقال له : لا أدعو لك واطلب كما أمرت (٥) وقال عليه السّلام : ينبغي للمسلم أن يلتمس الرزق حتى يصيبه حرّ الشمس (٦) وسأل الصادق عليه السّلام عن معاذ بيّاع الكرابيس؟ فقيل : ترك التجارة ، فقال : عمل عمل الشيطان ، من ترك التجارة ذهب ثلثا عقله ، أما علم أن رسول الله صلّى الله عليه وآله قدمت عير من الشام ، فاشترى منه ، واتّجر وربح فيها ما قضى دينه (٧).
ومنها ما هو مندوب : وهو ما قصد به التوسعة على العيال ، والصدقة على المحاويج ،
__________________
(١) الملك : ١٥.
(٢) الجمعة : ١٠.
(٣) من لا يحضره الفقيه : ج ٣ (٥٨) باب المعايش والمكاسب ص ١٠٣ الحديث ٦٥.
(٤) عوالي اللئالى : ج ٣ باب التجارة ص ١٩٣ الحديث ٢ وفي التهذيب : ج ٦ (٩٣) باب المكاسب ص ٣٢٩ الحديث ٣٠ مثله ، والحديث عن رسول الله صلّى الله عليه وآله.
(٥) الفروع : ج ٥ باب الحث على الطلب والتعرض الرزق ص ٧٨ الحديث ٣ نقلا بالمعنى.
(٦) عوالي اللئالى : ج ٣ باب التجارة ص ١٩٣ الحديث ٤ وفي الفروع ج ٥ باب ما يجب من الاقتداء بالأئمة عليهم السّلام في التعرض للرزق ص ٧٦ الحديث ١٣ ما بمعناه.
(٧) التهذيب : ج ٧ (١) باب فضل التجارة وآدابها ص ٤ الحديث ١١.