.................................................................................................
______________________________________________________
قال أمير المؤمنين عليه السّلام : ما غدوة أحدكم في سبيل الله بأعظم من غدوة يطلب فيها لولده وعياله ما يصلحهم (١) وقال عليه السّلام : الشاخص في طلب الرزق الحلال كالمجاهد في سبيل الله (٢) وروى ان رسول الله صلّى الله عليه وآله وقف بغزوة تبوك بشاب جلد يسوق أبعرة سمانا ، فقال أصحابه : يا رسول الله لو كانت قوة هذا وجلده وسمن أبعرته في سبيل الله لكان أحسن ، فدعاه رسول الله صلّى الله عليه وآله فقال : «أرأيت أبعرتك هذا ، أي شيء تعالج عليها؟» قال : يا رسول الله لي زوجة وعيال وأنا اكتسب بها ما أنفقه على عيالي فأكفهم عن الناس ، وأقضي دينا عليّ ، قال : «لعلّ غير ذلك؟» قال : لا ، فلما انصرف قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : «لئن كان صادقا ، إنّ له لأجرا مثل أجر الغازي وأجر الحاج وأجر المعتمر» (٣) وقال صلّى الله عليه وآله : تحت ظل العرش يوم لا ظل الّا ظلّه رجل ضارب في الأرض يطلب من فضل الله ما يكفّ به نفسه ويعود به على عياله (٤) وعن الرضا عليه السّلام قال : أتى رجل الى النبيّ صلّى الله عليه وآله بدينارين فقال : يا رسول الله أريد أن أحمل بهما في سبيل الله ، قال : ألك والدان أو أحدهما؟ قال : نعم ، قال : اذهب فأنفقهما على والديك فهو خير لك أن تحمل بهما في سبيل الله ، فرجع ففعل ، فأتاه بدينارين آخرين قال : قد فعلت وهذان الديناران أجمل بهما في سبيل الله قال : ألك زوجة؟ قال : نعم ، قال : أنفقهما على زوجتك فهو خير لك من ان تحمل بهما في سبيل الله ، فرجع وفعل ، وأتاه بدينارين آخرين ، وقال : يا رسول الله قد فعلت وهذان ديناران أريد أن أحمل بهما في سبيل الله ، فقال : ألك
__________________
(١) عوالي اللئالي : ج ٣ ، باب التجارة ص ١٩٤ الحديث ٦.
(٢) عوالي اللئالي : ج ٣ ، باب التجارة ص ١٩٤ الحديث ٧.
(٣) عوالي اللئالي : ج ٣ ، باب التجارة ص ١٩٤ الحديث ٨.
(٤) عوالي اللئالي : ج ٣ ، باب التجارة ص ١٩٤ الحديث ٩.