.................................................................................................
______________________________________________________
خادم؟ قال : نعم ، قال : فاذهب فأنفقهما على خادمك فهو خير لك من أن تحمل بهما في سبيل الله ، ففعل وأتاه بدينارين آخرين وقال : يا رسول الله أريد أن أحمل بهما في سبيل الله ، فقال : احملهما واعلم أنّهما ليسا بأفضل من دنانيرك (١).
ومنها مباح : وهو ما استغنى عنه ، وانتفى الضرر فيه.
ومنها مكروه : وهو على ثلاثة أقسام.
(أ) ما كره لأنه يفضي في الأغلب إلى محرّم أو مكروه ، كالصرف وبيع الأكفان والطعام والرقيق ، ومثله في المكاسب كالصياغة والقصابة ، روى إبراهيم بن عبد الحميد عن أبي الحسن عليه السّلام قال : جاء رجل الى النبي صلّى الله عليه وآله فقال : يا رسول الله علمت ابني هذا الكتابة ففي أي شيء أسلّمه؟ فقال : أسلّمه ، لله أبوك ، ولا تسلّمه في خمس ، لا تسلّمه سباء ولا صائغا ولا قصابا ولا حناطا ولا نخاسا ، قال : فقال يا رسول الله : وما السباء؟ فقال : الذي يبيع الأكفان ويتمنى موت أمتي ، والمولود من أمتي أحب اليّ ممّا طلعت عليه الشمس وأما الصائغ فإنه يعالج رين (٢) أمتي ، وأمّا القصاب فإنه يذبح حتى تذهب الرحمة من قلبه ، واما الحناط فإنه يحتكر الطعام على أمتي ولئن يلقى الله العبد سارقا أحب إليّ من ان يلقاه قد احتكر طعاما أربعين يوما ، واما النخاس فإنه أتاني جبرئيل فقال : يا محمّد
__________________
(١) التهذيب : ج ٦ كتاب الجهاد (٧٩) باب النوادر ص ١٧١ الحديث ٨ وفيه : بأفضل من ديناريك.
(٢) قال في ملاذ الأخيار : ج ١٠ ص ٣٤٧ ما لفظه : في الفقيه ومعاني الأخبار (غبن أمتي) وفي الكافي (زين) بالزاء المعجمة وهو الظاهر ، قال الوالد العلامة طاب ثراه : بالمهملة بخطه ، وكان في الحاشية : الرين الذنب ، وفي اللغة : الرين الطبع والختم كما قال تعالى (كَلّا بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ) المطففين : ١٤) اي يغلب على قلوبهم حب الدنيا بحيث لا يستطيعون الخروج منها ، وأكثر النسخ بالزاي كما في العلل ، وهو أنسب.