وقال عطاء : نور لأهل السماوات والأرض.
وقال ابن عباس وابن عمر : وجهه يضيء لأهل الأرض ، وظهره يضيء لأهل السماء (١).
قوله : (وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِراجاً).
يحتمل أن يكون التقدير : وجعل الشمس فيهن ـ كما تقدم ـ والشمس ، قيل : في الرابعة ، وقيل : في الخامسة ، وقيل : في الشتاء في الرابعة وفي الصيف في السابعة والله أعلم.
وقوله : «سراجا». يعني مصباحا لأهل الأرض ، ليتوصلوا إلى التصرف لمعايشهم ، وفي إضاءتها لأهل السماء ، القولان الأولان ، حكاه الماورديّ.
وحكى القشيريّ عن ابن عباس : أن الشمس وجهه في السماوات وقفاه في الأرض (٢).
وقيل : على العكس.
وقيل لعبد الله بن عمر : ما بال الشمس تقلينا أحيانا وتبرد علينا أحيانا؟.
فقال : إنّها في الصيف في السماء الرابعة ، وفي الشتاء في السماء السابعة عند عرش الرحمن ، ولو كانت في السّماء الدنيا ، لما قام لها شيء (٣).
ولما كانت الشمس سببا لزوال الليل وهو ظل الأرض أشبهت السّراج ، وأيضا فالسراج له ضوء والقمر له نور ، والضوء أقوى من النور ، فجعل للشمس كما قال (هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَالْقَمَرَ نُوراً) [يونس : ٥].
قوله : (وَاللهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَباتاً). يعني آدم ـ عليه الصلاة والسلام ـ خلقه من أديم الأرض كلّها ، قاله ابن جريج. وقد تقدم بيانه.
و «نباتا». إما مصدر ل «أنبت» على حذف الزوائد ، ويسمى اسم مصدر ، لأن مصدر «أنبت» «إنباتا» فجعل الاسم الذي هو النبات في موضع المصدر وإمّا ب «نبتّم» مقدرا ، أي : «فنبتّم نباتا» ، فيكون منصوبا بالمضارع المقدر.
قال الزمخشريّ : أو نصب ب «أنبتكم» لتضمنه معنى : «نبتّم».
قال أبو حيّان (٤) : ولا أعقل معنى هذا الوجه بالثاني.
قال شهاب الدين (٥) : هذا الوجه المتقدم ، وهو أنه منصوب ب «أنبتكم» على حذف
__________________
(١) ينظر المصدر السابق.
(٢) ذكره القرطبي في «تفسيره» (١٨ / ١٩٧).
(٣) ينظر المصدر السابق.
(٤) ينظر : البحر المحيط ٨ / ٣٤٠.
(٥) ينظر : الدر المصون ٦ / ٣٨٤.