قال القرطبيّ (١) : «وفيه حذف تتعلق به اللام ، أي : أخبرناه بحفظنا الوحي ، ليعلم أن الرسل قبله كانوا على مثل حاله من التبليغ بالحق والصدق».
وقيل : ليعلم محمد أن قد أبلغ جبريل ومن معه إليه رسالة ربه.
قاله ابن جبير ، قال : ولم ينزل الوحي إلا ومعه أربعة حفظة من الملائكة ـ عليهمالسلام ـ.
وقيل : ليعلم الرسول أن الرسل سواه بلغوا.
وقيل : ليعلم الله ، [أي : ليظهر علمه للناس أنّ الملائكة بلغوا رسالات ربهم.
وقيل : ليعلم الرسول ، أي رسول كان أنّ الرسل سواه بلغوا](٢).
وقيل : ليعلم إبليس أن الرسل قد بلغوا رسالات ربهم سليمة من تخليطه واستراق أصحابه.
وقال ابن قتيبة : أي : ليعلم الجن أن الرسل قد بلغوا ما أنزل إليهم ، ولم يكونوا هم المبلغين باستراق السمع عليهم.
وقال مجاهد : ليعلم من كذب الرسل أن المرسلين ، قد بلغوا رسالات ربهم (٣).
وقيل : ليعلم الملائكة. وهذان ضعيفان ، لإفراد الضمير.
والضمير في «أبلغوا» عائد على «من» في قوله : (مَنِ ارْتَضى) راعى لفظها أولا ، فأفرد في قوله (مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ) ، ومعناها ثانيا ، فجمع في قوله «أبلغوا» إلى آخره.
وقرأ ابن عباس (٤) ومجاهد وزيد بن علي وحميد ويعقوب ليعلم مبنيا للمفعول أي ليعلم الناس أن الرسل قد بلغوا رسالاته.
وقرأ ابن أبي عبلة (٥) والزهري : «ليعلم» ـ بضم الياء وكسر اللام ـ أي : ليعلم الله رسوله بذلك.
وقرأ أبو حيوة (٦) : «رسالة» بالإفراد ، والمراد الجمع.
وقرأ ابن أبي عبلة (٧) : «وأحيط ، وأحصي» مبنيين للمفعول ، «كل» رفع ب «أحصي». قوله : «عددا» ، يجوز أن يكون تمييزا منقولا من المفعول به ، والأصل : أحصى عدد كل شيء ، كقوله تعالى : (وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً) [القمر : ١٢] ، أي : عيون الأرض على خلاف سبق.
__________________
(١) الجامع لأحكام القرآن ١٩ / ٢٠.
(٢) سقط من أ.
(٣) ذكره الماوردي في «تفسيره» (٦ / ١٢٣).
(٤) ينظر : المحرر الوجيز ٥ / ٣٨٥ ، والبحر المحيط ٨ / ٣٤٩ ، والدر المصون ٦ / ٤٠٠.
(٥) ينظر : البحر المحيط ٨ / ٣٤٩ ، والدر المصون ٦ / ٤٠٠.
(٦) ينظر : السابق.
(٧) ينظر : المحرر الوجيز ٥ / ٣٨٥ ، والبحر المحيط ٨ / ٣٤٩ ، والدر المصون ٦ / ٤٠٠.