وقيل (١) : نزلت هذه الآية ، في رسل عيسى ـ عليه الصلاة والسلام ـ قال ابن إسحاق : وكان الذي بعثهم عيسى من الحواريين والأتباع بطريس وبولس إلى «رومية» ، واندراييس ومتى إلى الأرض التي يأكل أهلها الناس ، وتوماس إلى أرض بابل من أرض المشرق ، وفيلبس إلى «قرطاجنة» ، وهي «إفريقية» ، ويحنّس إلى دقسوس قرية أهل «الكهف» ، ويعقوبس إلى أورشليم ، وهي «بيت المقدس» ، وابن تلما إلى العرابية ، وهي أرض الحجاز ، وسيمن إلى أرض البربر ، ويهودا وبروس إلى «الإسكندرية» وما حولها فأيّدهم الله تعالى بالحجة فأصبحوا «ظاهرين» أي : عالين ، من قولك : ظهرت على الحائط أي علوت عليه.
قوله : (فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظاهِرِينَ).
من إيقاع الظاهر موقع المضمر مبهما تنبيها على عداوة الكافر للمؤمن ، إذ الأصل فأيدناهم عليهم ، أي : أيدنا المؤمنين على الكافرين من الطائفتين المذكورتين (٢).
روى الثعلبي في تفسيره عن أبيّ بن كعب قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من قرأ سورة الصّف كان عيسى مستغفرا له ما دام في الدّنيا ، ويوم القيامة هو رفيقه» (٣).
__________________
(١) ينظر المصدر السابق.
(٢) ينظر : الدر المصون ٦ / ٣١٤.
(٣) تقدم تخريجه مرارا وهو حديث أبي بن كعب الموضوع في فضائل القرآن سورة سورة وقد نص غير واحد من الحفاظ ببطلانه.