والظاهر من الروايات أن خولي ليس هو القاتل الفعلي ، فيكون أمر صرع الحسينعليهالسلام ثم ذبحه ، دائرا بين شمر وسنان.
والذي أرجّحه أن القاتل هو (شمر) ، مستدلا بأمور ثلاثة :
١ ـ الشهرة التي على ألسن الخطباء ، والتي توارثوها أبا عن جدّ ؛ أن قاتل الحسينعليهالسلام هو شمر بن ذي الجوشن.
٢ ـ ما صرّحت به الزيارة القائمية ، من أن الّذي قتل الحسين عليهالسلام هو الشمر.
٣ ـ أن الثلاثة المذكورين كانوا قساة أجلافا ، ولكن الشمر كان أجرأهم على القتل وسفك الدماء. والذي زاد في حقد الشمر على الحسين عليهالسلام قول السبط له أنه رأى النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم في منامه ، فقال له : إن الّذي يتولى قتله رجل أبرص أبقع ، له بوز طويل كبوز الكلب. وهذا ينطبق على الشمر.
يؤيد ما سبق ما قاله المستشرق رينهارت دوزي في كتابه (مسلمي إسبانيا) حيث قال : لم يتردد الشمر لحظة في قتل حفيد الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم حين أحجم غيره عن هذا الجرم الشنيع ، وإن كانوا مثله في الكفر.
(راجع كتاب حياة الإمام الحسين عليهالسلام لباقر شريف القرشي ، ج ٣ ص ٢٩٢)
(أقول) : لذلك عندما أقبل خولي لقتل الحسين عليهالسلام فضعف وأرعد ، قال له شمر : ثكلتك أمك ، ما أرجعك عن قتله؟!.
وأمامي الآن على الطاولة عشرون رواية ، يمكن أن أستخلص منها النتائج التالية :
١ ـ أن الّذي ضرب الحسين عليهالسلام بسهم فأوقعه عن ظهر جواده صريعا إلى الأرض ، هو خولي بن يزيد الأصبحي.
٢ ـ والذي ضرب الحسين عليهالسلام بالسيف على رأسه (أو بالرمح في حلقه) فصرعه ، هو سنان بن أنس النخعي.
٣ ـ أما الّذي أجهز على الحسين عليهالسلام فذبحه وقطع رأسه ، فهو شمر بن ذي الجوشن الضبابي. وبعد ذبحه دفع الرأس إلى خولي.
فالذين زعموا أن خولي هو الّذي ذبحه ، فلأنهم رأوا الرأس في يده ، فتوهموا أنه هو الّذي ذبحه .. فيكون سنان وشمر قد اشتركا في قتله عليهالسلام.