المتداني ، أبيض الوجه ، أملح الرجال شيبا. فأقبل حتى وقف على الرأس ، فقال : السلام عليك يا عبد الله. السلام عليك يا بقية الصالحين. قتلت طريدا وعشت سعيدا. ولم تزل عطشانا حتى ألحقك الله بنا. غفر الله لك ، ولا غفر لقاتلك. الويل لقاتلك غدا من النار. ثم تنحّى فقعد على كرسي من تلك الكراسي.
ثم لم ألبث إلا يسيرا ، فإذا بسحابة عظيمة ، فيها دويّ كدويّ الرعد وخفقان أجنحة ، فنزلت حتى لصقت بالأرض. وقام الأذان ، فسمعت قائلا يقول : انزل يا نبي الله ، انزل يا موسى بن عمران. فإذا رجل أشدّ الناس في خلقه ، وأتمّهم في هيبته ، وعليه حلّتان من حلل الجنة. فأقبل حتى وقف على الرأس ، فقال مثلما تقدم. ثم تنحّى فجلس على كرسي من تلك الكراسي.
ثم لم ألبث إلا يسيرا ، وإذا بسحابة أخرى ، وإذا فيها دويّ عظيم وخفقان أجنحة ، فنزلت حتى لصقت بالأرض. وقام الأذان ، فسمعت قائلا يقول : انزل يا عيسى ، انزل يا روح الله. فإذا أنا برجل محمّر الوجه وفيه صفرة ، وعليه حلّتان من حلل الجنة. فأقبل حتى وقف على الرأس ، فقال مثل مقالة آدم ومن بعده. ثم تنحّى فجلس على كرسي من تلك الكراسي.
ثم لم ألبث إلا يسيرا ، وإذا بسحابة عظيمة ، فيها دويّ كدويّ الرعد والرياح وخفقان أجنحة ، فنزلت حتى لصقت بالأرض. فقام الأذان ، وسمعت مناديا ينادي : انزل يا محمّد ، انزل يا أحمد صلى الله عليك وآلك وسلّم. وإذا بالنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وعليه حلّتان من حلل الجنة ، وعن يمينه صفّ من الملائكة والحسن [وعلي] وفاطمة عليهالسلام. فأقبل حتى دنا من الرأس ، فضمّه إلى صدره وبكى بكاء شديدا ، ثم دفعه إلى أمه فاطمة عليهالسلام فضمته إلى صدرها وبكت بكاء شديدا ، حتى علا بكاؤها ، وبكى لها من سمعها في ذلك المكان.
فأقبل آدم عليهالسلام حتى دنا من النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : السلام على الولد الطيّب ، السلام على الخلق الطيّب ، أعظم الله أجرك وأحسن عزاءك في ابنك الحسين. ثم قام نوح عليهالسلام فقال مثل قول آدم. ثم قام إبراهيم عليهالسلام فقال كقولهما.
ثم قام موسى وعيسى عليهالسلام فقالا كقولهم كلهم ، يعزّونه صلىاللهعليهوآلهوسلم في ابنه الحسينعليهالسلام.
ثم قال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : يا أبي آدم ، ويا أبي نوح ، ويا أبي إبراهيم ، ويا أخي