ثم يقول : ويوجد لها قبر آخر في قرية (راوية) المعروفة حاليا بالست ، الواقعة إلى الجنوب الشرقي من دمشق ، على بعد عدة كيلومترات. وهو مزار شهير محتفى به ، يؤمّه الزوار من مختلف أنحاء العالم الإسلامي ، ويقدّمون عنده النذور ، وحوله الأبنية لنزول الغرباء ، وعليه قبة فخمة ضمن مسجد واسع.
فترى أيها القارئ الخلط بين زينب الكبرى ، وبين شقيقتها أم كلثوم الكبرى. علما بأن القبر الأول الّذي في الستات ـ إن صحّت نسبته ـ هو لأم كلثوم الصغرى التي أمها أم سعيد ، والقبر الثاني الّذي في (راوية) هو لزينب الكبرى العقيلة ، وكلتاهما غير أم كلثوم الكبرى التي نسب إليها أنها تزوجت عمر بن الخطاب.
وقد نفى ابن عساكر أن يكون قبر راوية لأم كلثوم التي تزوجها عمر.
قال في (تاريخ مدينة دمشق) تحقيق صلاح الدين المنجد ، مج ٢ قسم ١ ص ٨٠: مسجد راوية مستجد على قبر أم كلثوم. وأم كلثوم هذه ليست بنت علي من فاطمة عليهالسلام التي تزوجها عمر ، لأنها ماتت هي وابنها زيد بن عمر بالمدينة في يوم واحد ، وصلى عليها وعلى ابنها الإمام الحسن عليهالسلام بصلاة واحدة ، ودفنا بالبقيع.
(أقول) : نوافق ابن عساكر على أن المدفونة في راوية ليست زينب الصغرى المكناة بأم كلثوم الكبرى التي قيل إنها تزوجت عمر ، لكننا نخالفه في أنها أم كلثوم الصغرى ، ونجزم أنها زينب العقيلة التي تزوجت ابن عمها عبد الله بن جعفر الطيار عليهالسلام.
وجاء في مجلة الموسم ـ العدد ٤ ص ٩٤٠ :
إن أم كلثوم بنت علي عليهالسلام التي أمها فاطمة الزهراء عليهالسلام توفيت بالمدينة في أيام أخيها الحسن بن علي عليهالسلام ، وصلى عليها وعلى ابنها زيد بصلاة واحدة.
وذكر في (أسد الغابة) : وتوفيت أم كلثوم وابنها زيد في وقت واحد.
وروى الشيخ الحر العاملي في (الوسائل) أنه خرجت جنازة أم كلثوم بنت علي عليهالسلام وابنها زيد بن عمر ، وفي الجنازة الحسن والحسين عليهالسلام وعبد الله بن عمر وعبد الله بن العباس وأبو هريرة ، فوضعوا جنازة الغلام مما يلي الإمام ، والمرأة وراءه ، وقالوا : هذا هو السنّة.