وفي (منتخب التواريخ) أنها ولدت في أول يوم من شعبان ، بعد ولادة أخيها الحسين عليهالسلام بسنتين ، وتوفيت في النصف من رجب سنة ٦٢ ه (وقيل ٦٥ ه) ، والتاريخ الأخير يوافق عام المجاعة في عهد عبد الملك ؛ فيكون عمرها الشريف أقل من ستين عاما.
وكانت زينب الكبرى عليهالسلام تلقّب بالصدّيقة الصغرى للفرق بينها وبين أمها فاطمة الزهراء (الصدّيقة الكبرى) ، ومن ألقابها : عقيلة الوحي وعقيلة بني هاشم وعقيلة الطالبيين ، والموثّقة ، والعارفة ، والعالمة ، والفاضلة ، والكاملة ، وعابدة آل محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم. وكانت ذات جلال وشرف وعلم ودين وصون وحجاب ، حتى قيل إن الحسين عليهالسلام كان إذا زارته زينب يقوم إجلالا لها. وروت الحديث عن جدها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وعن أبيها أمير المؤمنين عليهالسلام وعن أمها فاطمة الزهراء عليهالسلام.
قال ابن الأثير : إنها ولدت في حياة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وكانت عاقلة لبيبة جزلة. زوّجها أبوها من ابن عمها عبد الله بن جعفر ، فولدت له أربعة أولاد ، منهم عون ومحمد اللذين استشهدا بين يدي الحسين عليهالسلام ، ومنهم علي وأم كلثوم. وكانت زينب مع أخيها الحسين عليهالسلام لما قتل ، فحملت إلى دمشق وحضرت عند يزيد. وكلامها ليزيد يدل على عقل وقوة وجنان.
وبعد رجوع زينب عليهالسلام مع السبايا إلى المدينة ، حصلت مجاعة فيها ، فهاجرت مع زوجها عبد الله بن جعفر إلى دمشق ، وأقامت في قرية (راوية) التي كانت لزوجها فيها أراض وبساتين ، حيث توفيت هناك بعد موقعة الطف بعدة سنين.
واختلف في مرقدها بين مصر والشام ، والأصح في الشام.
وقد ألفت كتب كثيرة في سيرتها عليهالسلام ، وآخر ما ظهر منها كتاب (بطلة كربلاء) للفاضلة الحرة عائشة عبد الرحمن (بنت الشاطئ) إذ قالت في خاتمة كتابها : «بطلة استطاعت أن تثأر لأخيها الشهيد العظيم ، وأن تسلّط معاول الهدم على دولة بني أمية ، وأن تغيّر مجرى التاريخ».