فالكتاب الكريم مشحون بالآيات الدالّة على الوحدانية ونبذ الشرك والصنمية وعبادة الأوثان منها قوله تعالى :
(وَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ) (البقرة / ١٦٤).
(اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ) (البقرة / ٢٥٦).
(لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ) (البقرة / ٢٨٥).
(وَما مِنْ إِلهٍ إِلَّا اللهُ) (آل عمران / ٦٣).
(قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ تَعالَوْا إِلى كَلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنا بَعْضاً أَرْباباً مِنْ دُونِ اللهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ...) (آل عمران / ٦٥).
(إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدِ افْتَرى إِثْماً عَظِيماً) (النساء / ٤٩).
وأما السنّة المطهرة فمنها :
الرواية الأولى :
عن هشام بن الحكم قال :
إنّ زنديقا سأل الإمام الصادق عليهالسلام : لم لا يجوز أن يكون صانع العالم أكثر من واحد؟
قال أبو عبد الله عليهالسلام : لا يخلو قولك : أنهما اثنان من أن يكونا قديمين قويّين ، أو يكونا ضعيفين ، أو يكون أحدهما قويّا والآخر ضعيفا ، فإن كانا قويين فلم لا يدفع كلّ واحد منهما صاحبه ويتفرّد بالربوبية؟ وإن زعمت أنّ أحدهما قويّ والآخر ضعيف ثبت أنه واحد ـ كما نقول ـ للعجز الظاهر في الثاني ، وإن قلت : أنهما اثنان لم يخل من أن يكونا متّفقين من كل جهة ، أو مفترقين من كل جهة ، فلمّا رأينا الخلق منتظما والفلك جاريا واختلاف الليل والنهار والشمس والقمر دلّ صحة الأمر والتدبير وائتلاف الأمر على أنّ المدبّر واحد (١).
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٣ ص ٢٣٠.