ذاته المفروض كونه بسيط الحقيقة من كل الجهات ، والتركيب من علائم المادة والخالق غير مادي.
الإيراد الثاني :
إن حقيقة الاتحاد عبارة عن صيرورة الشيئين المتغايرين شيئا واحدا وهو مستحيل في ذاته لأنّ المتّحدين بعد اتّحادهما إن بقيا موجودين فهما اثنان لا واحد ، وإن صارا معدومين ووجد ثالث فلا اتّحاد ، بل إعدام لشيء وإيجاد لآخر ، وإن عدم أحدهما وبقي الآخر فلا اتّحاد لأنّ المعدوم لا يتّحد بالموجود ، وإذا بان وظهر أنّ الاتحاد محال في نفسه استحال إثباته له تعالى.
وبهذا يعلم أن ما ادّعاه المسيحيون والحلوليون ما هو إلّا سراب يحسبه الظمآن ماء وما هو بماء.
هذه بعض الصفات السلبيّة وإلّا فهي كثيرة ، ولكن كل صفة تشبّه الباري عزّ شأنه وتنسب إليه النقص ، فهي صفة منفية عنه ويجب تنزيهه عنها ، وما ورد في الكتاب أو السنّة من ظواهر المتشابهات لا بدّ من حمله على غير ظاهره وتأويله بما يوافق ساحة قدسه.
* * *