النقص في الجود والكرم أو من جهة العجز أو البخل ، وكل ذلك مفقود من الذات المقدّسة وإلّا لزم الخلف من حيث كونه تعالى صرف العلم والكمال والقدرة الخ ...
فالغاية من التكليف وصول الإنسان إلى السعادة الحقّة ونيل المقامات العليا بالسير والسلوك إليه تعالى وإلّا فهو غني عن العالمين لا تزيده طاعة من أطاعه غنىّ ولا تضرّه معصية من عصاه.
قال الإمام الحسن بن علي عليهالسلام :
«إن الله عزوجل بمنّه ورحمته لمّا فرض عليكم الفرائض لم يفرض ذلك عليكم لحاجة منه إليه بل رحمة منه ، لا إله إلّا هو ، ليميّز الخبيث من الطيب وليبتلي ما في صدوركم وليمحّص ما في قلوبكم ، ولتتسابقوا إلى رحمته ولتتفاضل منازلكم في جنته» (١).
وما ورد في صحف موسى بن عمران عليهالسلام قال الله سبحانه :
يا عبادي إني لم أخلق الخلق لأستكثر بهم من قلة ولا لآنس بهم من وحشة ولا لأستعين بهم على شيء عجزت عنه ، ولا لجر منفعة ولا لدفع مضرة ، ولو أن جميع خلقي من أهل السماوات والأرض اجتمعوا على طاعتي وعبادتي لا يفترون عن ذلك ليلا ولا نهارا ما زاد ذلك في ملكي شيئا سبحاني وتعاليت عن ذلك (٢).
* * *
__________________
(١) البحار : ج ٥ ص ٣١٥ ح ١٠.
(٢) البحار : ج ٥ ص ٣١٣ ح ٤.