أقوامهم مما يؤكد صحة ما يدّعون فيكون طريقا للتمييز (١) ، وهذا الطريق من أقوى الطرق الحديثة اليوم في المحاكم القانونية في البلدان النامية والمتطورة ، حيث يعتمدون عليه في حل الدعاوى والنزاعات ويسلكه القضاة في إصدار أحكامهم ويستند إليه المحامون في إبراء موكليهم ، وهذا الطريق يمكن تطبيقه بعينه في مورد دعوى النبوة بالتحري عن جملة من القرائن والشواهد يمكن بواسطتها القطع بصدق الدعوى ، من هذه القرائن :
١ ـ البحث عن الصفات النفسية التي يتحلى بها مدّعي النبوة.
٢ ـ صدق مضمون الدعوة التي يدعو إليها المدعي.
٣ ـ نفسيات المؤمنين بمدّعي النبوة.
الثاني : أن يعرّف ويبشّر بالنبي اللاحق نبي سابق عليه أو معاصر له كما حصل للأنبياء المتقدمين على النبي محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم حيث بشّروا به قبل مجيئه وهذا مثبت في التوراة والإنجيل والزبور ، لأنّ نبوة السابق إذا ثبتت بالدلائل المفيدة للعلم كالمعجزة مثلا ثم نص على نبوة آخر يأتي بعده كان ذلك حجة قطعية على نبوة اللاحق (٢).
هذان الطريقان وإن اختارهما بعض الأعلام (٣) أيدهم الله تعالى إلّا أنهما ليسا تامّين وذلك :
أما الطريق الأول :
فلأنه ليس دليلا برأسه على صدق مدّعي النبوة لأنه خاص بطبقة وشريحة معيّنة في المجتمعات المتطورة ثقافيا والمنفتحة على العلوم ، ولا يشمل كل الأفراد الذين يتفاوتون في قوة الذكاء وضعفه ، فهو أصلح أن يكون مؤيدا لا طريقا لإثبات النبوة.
وأمّا الطريق الثاني :
أولا : فلوضوح عدم ثبوت نبوة آدم عليهالسلام بنبي سابق عليه حتى ينص عليه
__________________
(١) الإلهيات : ج ٢ ص ١٠٩.
(٢) دروس في العقيدة : ج ٢ ص ٢٦.
(٣) هم : شيخنا الحجة المدقق جعفر السبحاني دام ظله. والشيخ محمد تقي مصباح. والسيد محسن خرازي.