هذا القبيل فلا يمكن أن يتساوى الأنبياء بغيرهم بل لا بدّ من تمييزهم بالمعاجز عن غيرهم.
والجواب :
١ ـ إن شركة الصالحين مع الأنبياء في إظهار المعجزة لا يستلزم سلب مقتضى المعجزة أي سلب طاعتهم والانقياد إليهم عليهمالسلام بل العكس هو الصحيح أي أن الشراكة تستلزم ثبوت مقتضى المعجزة في كل مورد تتحقق فيه تلك المعجزة ، فأينما وجدت يقبل مدّعى صاحبها إن ادّعى شيئا من قبل السماء سواء أكان نبيا أم وصيّا أم وليّا لأنّ العقل يحكم بوجوب تصديقه إذا ظهرت على يديه بعض الكرامات.
٢ ـ لو قلنا بعدم جواز الشراكة لازمه عدم جواز أن يأتي النبي اللاحق مثل ما أتى به النبي السابق ، مثاله : قلب العصا حيّة لموسى عليهالسلام فعلى هذا المبنى لا يحق لغيره من الأنبياء أن يقلب العصا حيّة ، مع أن ذلك باطل جزما لأنه إذا ظهرت المعجزة على أيدي بعض الأنبياء جاز إظهارها على أيدي أنبياء آخرين لخصوصية موجودة عند الجميع ، فإذا جاء إظهارها على الأنبياء الآخرين جاز أيضا إظهارها لنفس الخصوصية على أيدي الأولياء والصالحين.
الثالث :
إنّ المعجزة التي تصدر من الأنبياء تدلّ على الإبانة والتخصيص أي أنها تميّزهم عن غيرهم لأنّ أفراد الأمة مشاركون للنبي في الإنسانية ولوازمها ، فلولا المعجزة لما تميّزوا عن غيرهم ، فلو شاركهم غيرهم بما تميّزوا به لم يحصل الامتياز.
والجواب :
١ ـ إنّ امتياز النبي عن غيره من أفراد البشر ليس محصورا بالمعجزة حتى يقال بتساويه مع غيره من أفراد الرعيّة بل الامتياز حاصل بغيرها مثل الوحي وقوة العلم وشدّة الحلم ، إذ لا يلزم من مشاركة غيره له في المعجزة مشاركته في كل شيء.
٢ ـ إنّ المعجزة الصادرة من الأنبياء دائما مقرونة بدعوى النبوة وهذه من مختصاته لا يمكن لغيره مشاركته فيها ولا يمكن للصالحين أن يأتوا بكل معجزة تطلب منهم.