أنفسهم عن التلوث بها باختيارهم تماما كالطبيب الحاذق ، الذي لا يتناول مطلقا مادة سميّة جدا وهو يعلم الأخطار التي تنجم عن تناولها مع أنه قادر على تناولها إلّا أنّ علومه واطلاعه ومباديه تدفعه إلى الامتناع إراديا واختياريا عن هذا العمل ، أو كإنسان يرى النار ولا يرمي نفسه فيها ، مع أنه غير مجبر ولا مكره على الامتناع عن هذا العمل ، فهذه حالة تنبعث من أعماق وجود الإنسان نتيجة المعلومات والاطلاع من دون أن يكون في الأمر جبر وإكراه.
* * *