قوله تعالى : (وَعِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُها إِلَّا هُوَ) (الأنعام / ٦٠).
(يَوْمَ يَجْمَعُ اللهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ ما ذا أُجِبْتُمْ قالُوا لا عِلْمَ لَنا إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ) (المائدة / ١١٠).
(قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللهُ) (النمل / ٦٦).
(وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ) (الأعراف / ١٨٩).
(وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرابِ مُنافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفاقِ لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلى عَذابٍ عَظِيمٍ (١٠١)) (التوبة / ١٠١).
(وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلَا الْإِيمانُ) (الشورى / ٥٣).
(وَلا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزائِنُ اللهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ) (هود / ٣٢).
إلى ما هنالك من آيات من هذا القبيل تنفي علم الغيب عن الأنبياء فتكون موافقة للروايات التي تنفي كونهم عليهمالسلام عالمين بالغيب ، أو أنهم إذا أرادوا أن يعلموا علموا على أقل تقدير.
والجواب :
إنّ الآيات والروايات النافية عنهم عليهمالسلام علم الغيب ، يراد منها أنهم لا يعلمون الغيب من ذواتهم ومن دون استعانة بالله تعالى وهذا مستحيل وغير ممكن وهو حق لا أحد ينكره ، وأما لو قيل إنهم يعلمون بعلم مستفاد من الله تعالى فأي إشكال فيه ، إذ لا يكون ضربا من المستحيل حتى يرفضه الرافضون.
إضافة إلى أن الآيات والروايات النافية لعلم الغيب عنهم يوجد في مقابلها آيات وروايات تثبت علم الغيب لهم ، فمقتضى الجمع الصناعي بين هذه الآيات والأخبار ، أن تأول تلك التي تنفي الغيب عنهم بما يتناسب مع الآيات والأخبار المثبتة لعلم الغيب لهمعليهمالسلام.
ومن الآيات المثبتة قوله تعالى :
(فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً إِلَّا مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ) (الجن / ٢٧ ـ ٢٨).