بحسب ما يمتلكون من معارف وكمالات تؤهلهم أن يأخذوا بالبشرية إلى الهداية والصلاح.
٢ ـ إنّ طبيعة المجتمعات وظروفها في مختلف الأزمنة والأمكنة لا تتشابه مع بعضها البعض ، فلا يمكن قياس زمن النبي نوح عليهالسلام على بقية الأزمنة المتأخرة عنه لا سيما في أزمنتنا الحاضرة حيث تعقدت فيها وسائل العيش ، وتشابكت البلدان ، وكثر العمران مما يستدعي تعقيدا في العلاقات الاجتماعية ، كل هذا يمكن أن يكون له تأثير في كيفية الأحكام والقوانين الاجتماعية وكميتها ، وربما فرض ـ أحيانا ـ تشريع قوانين جديدة ، وإذا ما فرض بيان مثل هذه القوانين وإبلاغها بوساطة نبي مبعوث قبل آلاف السنين ، لكان مثل هذا البيان والإبلاغ عبثا ولغوا ، كما يصعب الحفاظ عليها ، ويعسر تنفيذها في مجالاتها الخاصة ، لعدم توفر الشخص المنزّه عن المعصية لكي يحفظها من التغيير والتبديل ، ولو فرض وجوده لكان هو صاحب التشريع ، فلا حاجة حينئذ لسنّ قانون قبل وجوده ليحافظ عليه بنفسه بعد وجوده.
٣ ـ للاكتفاء بدعوة نبي واحد لا بدّ من توفر وسائل إعلامية بواسطتها يمكن إيصال رسالته لجميع البشر في كل زمان ومكان وهذا مما لم يتوفر للأنبياء بشكل عام ، وإرسال سفراء من قبل هذا النبي إلى الأجيال اللاحقة ، لا يحل المشكلة لاحتمال تعرّضهم للسهو والخطأ ، مما يؤدّي إلى تحريف المفاهيم والمعتقدات.
٤ ـ إنّ إرشادات ودساتير هذا النبي قد تتعرّض بمرور الزمن إلى شتّى أنواع التحريف ، وإلى تفسيرات خاطئة ، مما يؤدي بعد فترة زمنية إلى اعتقادات دينية مشوّهة ومنحرفة كما هو ملاحظ في الأديان السماوية الثلاثة (اليهودية ـ المسيحية ـ الإسلامية) ، فإنّ من الملاحظ في مسيرة هذه الأديان ، أنّ أيدي الدسّ والتحريف لعبت دورا كبيرا بمسخ هيكلية هذه الأديان والتلاعب بمفاهيمها وعقائدها ، والإسلام لم يسلم كغيره من الأديان من يد الغدر والخيانة بطمس معالمه القيّمة وأفكاره الوضاءة عبر تحجيم دور العترة الطاهرة ، وإبعادهم عن مسرح الحياة ، وتغريبهم عن قواعدهم الشعبية ، وسيأتي اليوم الذي يخرج فيه مخلّص البشرية القائم المنتظر ناموس الدهر وإمام العصر بقية الله روحي وأرواح العالمين لتراب مقدمه الفداء ، فيعيد الدين غضا جديدا لا لبس فيه ولا تشويش كما هو ملاحظ في وقتنا الحاضر ، حيث بات الاضطراب والتضارب بين المؤمنين نتيجة الآراء