المنهي عنه شرعا لقول النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : «من فسّر القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار» (١).
٢ ـ تحريف موضعي : بمعنى إثبات السور أو الآيات على خلاف ترتيب نزولها ، وهذا في الآيات قليل كآية التطهير والإكمال حيث وضعتا في غير المكان المناسب لهما ، لكنه في السور يشمل كل القرآن لأنّ الترتيب الموجود في القرآن حاليا هو على خلاف ترتيب النزول قطعا.
٣ ـ تحريف قراءتي : بمعنى أن تقرأ الكلمة على خلاف قراءتها المعهودة لدى جمهور المسلمين ، وهذا كأكثر اجتهادات القرّاء المبتدعة التي لا عهد لها في الصدر الأول للإسلام ، وهذا غير جائز ، وذلك لأنّ القرآن واحد نزل من عند واحد أحد كما جاء في الحديث عن أبي جعفر عليهالسلام قال : «إنّ القرآن واحد نزل من عند واحد ولكنّ الاختلاف يجيء من قبل الرواة» (٢).
وما ورد عن الفضيل بن يسار قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : إنّ الناس يقولون : إنّ القرآن نزل على سبعة أحرف ، فقال : كذبوا أعداء الله ولكنّه نزل على حرف واحد من عند الواحد (٣).
وهذا الوجه يدخل في تحريف اللهجات عند العرب ، حيث كل قبيلة يختلف لهجها عن لهج القبيلة الأخرى عند أداء الحرف أو الكلمة ، والتحريف في اللهجة ، إذ عدّ لحنا في الكلام ومخالفا لقواعد الإعراب ، فإنه غير جائز لقوله تعالى : (قُرْآناً عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ) (الزمر / ٢٩).
مضافا إلى أننا أمرنا بقراءة القرآن بعربية صحيحة لقول الإمام الصادق عليهالسلام : «تعلّموا القرآن بعربيته» (٤).
ويدخل في هذا النوع من التحريف النقص أو الزيادة في الحروف أو في الحركات ، لعدم تواتر القراءات ، ومعنى هذا أنّ القرآن المنزل إنما هو مطابق
__________________
(١) غوالي اللئالي : ج ٤ ص ١٠٤ رقم ١٥٤.
(٢) أصول الكافي : ج ٢ ص ٦٣٠ ح ١٢ ط. قم.
(٣) نفس المصدر السابق.
(٤) وسائل الشيعة : ج ٤ ص ٨٦٥ ب ٣٠.