أقول : الرواية في مقام بيان أفضليّة القرآن على غيره من سائر الكتب السماويّة ، والسور الطوال في القرآن الكريم هي : البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنعام والأعراف والتوبة ، على أن يعدّ الأنفال والبراءة سورة واحدة ، وسمّيتا بالقرينتين.
والمئين من بني إسرائيل الى سبع سور ؛ لأنّ كلا منها تقرب مائة آية ، والمفصل من سورة محمّد صلىاللهعليهوآله الى آخر القرآن الكريم ، سمّيت به لكثرة الفواصل بينها.
والمثاني : بقية السور ، ولا إشكال في أنّ المثاني من الأمور الإضافيّة ، فيصحّ إطلاقها على جميع سور القرآن ما عدى الفاتحة ، بل ويطلق عليها أيضا باعتبار تكرّرها في الصلاة كما تقدّم ، والمراد من المثاني في المقام المعنى الإضافي لا الحقيقي ، كما لا يخفى.
وفي تفسير علي بن إبراهيم في قوله تعالى : (لكِنِ اللهُ يَشْهَدُ بِما أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفى بِاللهِ شَهِيداً) بإسناده عن أبي عبد الله عليهالسلام : «إنّما نزلت في علي عليهالسلام ، أنزله بعلمه والملائكة يشهدون وكفى بالله شهيدا».
أقول : الرواية من باب التفسير والتطبيق بأجلّ المصاديق وأشرفها ، ولا يكون من التحريف ولا قراءة منه عليهالسلام.
وفي الخصال عن النبي صلىاللهعليهوآله : «انّ الله ناجى موسى عليهالسلام بمائة ألف كلمة وأربع وعشرين ألف كلمة في ثلاثة أيّام ولياليهن ، ما طعم فيها موسى عليهالسلام ولا شرب فيها ، فلما انصرف الى بني إسرائيل وسمع كلامهم ، مقتهم لما كان وقع في مسامعه من حلاوة كلام الله عزوجل».
أقول : الظاهر أنّ العدد المذكور تقريبي ـ لا واقعي ـ فقد يكون أكثر أو أقلّ ، وإنّما كان ذلك في زمن معين لعلّه ذلك كان من سؤال موسى عليهالسلام من الله جلّت عظمته ومن فعله ، حتّى يستلذّ أكثر ؛ ولذلك نسي كلّ شيء حتّى نفسه فلم يحس بالجوع ولا بالعطش. وبعد انصرافه عليهالسلام من المناجاة لم يألف بأي كلام واستوحش