المقام مع الإيمان بالله تعالى لدفع العذاب ، ولأجل إزالة الشكوك في النفس والتذبذب في الاعتقاد الّذي كان عليه المنافقون ، وفيه التأكيد على مراعاة المنهج الّذي وضعه عزوجل لمن يريد الرجوع عن النفاق والتوبة منه لشدّة أثره في النفس والقلب والعقيدة.
قوله تعالى : (وَكانَ اللهُ شاكِراً عَلِيماً).
أي : أنّ الله تعالى يرضى عن الشاكرين ويثيبهم على شكرهم ، عليم بجميع الأمور الجزئيّة والكليّة ، فهو يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ، ويعلم الصادق في إيمانه والراجع عن نفاقه فيثيبه ، ويعلم الكاذب فيجزيه على كفره.
و (الشكور) من أسمائه المقدّسة ، ويراد منه الجزاء الكثير والعطاء المتواصل على القليل من الطاعات ، وفي الدعاء : «يا من يقبل اليسير ويعفو عن الكثير».