عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) أنّها : «نزلت في عبد الله بن أبيّ وأصحابه الّذين قعدوا عن رسول الله صلىاللهعليهوآله في يوم احد ، فكان إذا ظفر رسول الله صلىاللهعليهوآله بالكفّار قالوا له : ألم نكن معكم ، وإذا ظفر الكفّار قالوا : ألم نستحوذ عليكم ، ألم نعينكم ولم نعن عليكم ، قال الله تعالى : (فَاللهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَلَنْ يَجْعَلَ اللهُ لِلْكافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً)».
أقول : الرواية تبيّن حقيقة النفاق ، وأنّها من باب ذكر أحد المصاديق.
وفي العيون بإسناده عن أبي الصلت الهروي ، عن أبي الحسن الرضا عليهالسلام في قول الله جلّ جلاله : (وَلَنْ يَجْعَلَ اللهُ لِلْكافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً) قال : فإنّه يقول : «ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين حجّة ، ولقد أخبر الله تعالى عن كفّار قتلوا أنبياءهم بغير الحقّ ، ومع قتلهم إيّاهم لم يجعل الله لهم على أنبيائه سبيلا».
أقول : إنّ تفسيره عليهالسلام السبيل بالحجّة أعمّ من أن تكون في هذه الدنيا أو في الآخرة ، فلا تنافي بينه وبين ما يأتي عن علي عليهالسلام ، والمراد من ذيل الرواية أكثر أنبياء بني إسرائيل الّذين لم يتحقّق لهم الظفر الظاهري في هذه الدنيا مع أنّ الحجّة كانت معهم.
وفي الدرّ المنثور عن ابن جرير عن علي عليهالسلام في قوله تعالى : (وَلَنْ يَجْعَلَ اللهُ لِلْكافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً) قال : «في الآخرة».
أقول : وكذا عن ابن عباس أيضا ، ولعلّ الوجه في ذلك أنّ ذلك اليوم هو يوم تجلّى الحقّ وظهوره ، كما في الآية المبارك : (ذلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ مَآباً) ، وأنّ الحجّة هي الحقّ والمؤمن مع الحقّ في جميع عوالمه ، والكافر مع الباطل كذلك ، ولكن في يوم القيامة يتجلّى ذلك.
وممّا ذكرنا ظهر أنّه لا تنافي بينها وبين الرواية السابقة ، ولنفي السبيل في الدنيا أو الآخرة مراتب كثيرة وجهات متعدّدة أشرنا إليها في التفسير.
وفي تفسير علي بن إبراهيم في تفسير قوله تعالى : (إِنَّ الْمُنافِقِينَ يُخادِعُونَ اللهَ وَهُوَ خادِعُهُمْ) قال : «الخديعة من الله العذاب وإذا قاموا مع رسول الله صلىاللهعليهوآله