أو أنّ المراد حين تطلع الشمس يتحرّك الشيطان برأسه لإغراء الناس في يوم جديد.
أو التمثيل لمن يسجد للشمس ، فكأنّ الشيطان سوّل له ذلك ، فإذا سجد لها كان الشيطان مقترنا بها.
أو أنّ المراد أنّ الشيطان مكبول بقرنيه ومغلوب تحت آية من آيات الله تعالى ، فلو أراد التجاوز أهلكته بعذابها ونارها.
أو كناية عن تحديد قوى الشيطان ، لها طلوع وافول ، ولم يكن عنده الاستيلاء التامّ ، فيكون المراد من القرن القوّة.
وكيف كان ، فهو من جوامع كلماته الشريفة الّتي تفتخر أمته بإعطائها له صلىاللهعليهوآله.
وفي الدرّ المنثور عن ابن عباس : «كلّ سلطان في القرآن فهو حجّة».
أقول : سمّي الحجّة سلطانا ؛ لأنّها تستقرّ في القلوب وتتأثّر بها ، أو أنّ أكثر تسلّطه على أهل العلم والحكمة من المؤمنين ، ولكنّها تختلف حسب الإشراق وكسب الكمال ، قال تعالى : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مُوسى بِآياتِنا وَسُلْطانٍ مُبِينٍ) [سورة هود ، الآية : ٩٦] ، وقال تعالى : (الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللهِ بِغَيْرِ سُلْطانٍ) [سورة غافر ، الآية : ٣٥].
وفي سنن النسائي بإسناده عن مصعب بن سعد عن أبيه عن النبي صلىاللهعليهوآله أنّه قال : «إنّما ينصر هذه الامة بضعيفها ، بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم».
أقول : المراد من الضعيف من لا حول له ولا قوّة في هذه الدنيا ، وأنّ انقطاعه الى الله تعالى أكثر من غيره ، كما هو الغالب.
والمراد من الإخلاص : من كان عمله لله تعالى ولا يحبّ أن يحمده الناس عليه ، كما في بعض الروايات.
ويستفاد منها أنّ ما ورد فيها من أهمّ أسباب النصرة ، فلا تنافي غيرها من الروايات.