الشفقة. «الوالي» لنفسه على كل من ولي عليه ، فولي على الأعيان الثابتة فأثر فيها الإيجاد ، وولي على الموجودات فقدم من شاء ، وأخر من شاء ، وحكم فعدل ، وأعطى فأفضل. «المتاعالي» على من أراد علوا في الأرض ، وادعى له ما ليس له بحق. «المقسط» هو ما أعطى بحكم التقسيط ، وهو قوله «وما ننزله إلا بقدر معلوم» وهو التقسيط. «الجامع» بوجوده لكل موجود فيه. «الغني» عن العالمين بهم. «المغني» من أعطاه صفة الغنى بأن أوقفه على أن علمه بالعالم تابع للمعلوم ، فما أعطاه من نفسه شيئا فاستغنى عن الأثر منه فيه لعلمه بأنه لا يوجد فيه إلا ما كان عليه. «البديع» الذي لم يزل في خلقه على الدوام بديعا لأنه يخلق الأمثال وغير الأمثال ، ولا بد من وجه به يتميز المثل عن مثله ، فهو البديع من ذلك الوجه. «الضار» «النافع» بما لا يوافق الغرض وبما يوافقه. «النور» لما ظهر من أعيان العالم ، وإزالة ظلمة نسبة الأفعال إلى العالم. «الهادي» بما أبانه للعلماء به مما هو الأمر عليه في نفسه. «المانع» لإمكان إرسال ما مسكه ، وما وقع الإمساك إلا لحكمة اقتضاها علمه في خلقه. «الباقي» حيث لا يقبل الزوال ، كما قبلته أعيان الموجودات بعد وجودها ، فله دوام الوجود ، ودوام الإيجاد. «الوارث» لما خلفناه عند انتقالنا إلى البرزخ خاصة. «الرشيد» بما أرشد إليه عباده في تعريفه إياهم بأنه تعالى على صراط مستقيم في أخذه بناصية كل دابة ، فما ثم إلا من هو على ذلك الصراط ، والاستقامة مآلها إلى الرحمة ، فما أنعم الله على عباده بنعمة أعظم من كونه آخذا بناصية كل دابة ، فما ثم إلا من مشيّ به على الصراط المستقيم. «الصبور» على ما أوذى به في قوله : «إن الذين يؤذون الله ورسوله» فما عجل لهم في العقوبة مع اقتداره على ذلك ، وإنما أخر ذلك ليكون منه ما يكون على أيدينا من رفع ذلك عنه بالانتقام منهم ، فيحمدنا على ذلك ، فإنه ما عرفنا به مع اتصافه بالصبور إلا لندفع ذلك عنه ونكشفه ، هذا فيما ورد عن الأسماء أما الكنايات فإذا جاءت في كلام الرسول عن الله تعالى أو في كتاب الله فلننظر القصة والضمير ونحكم على تلك الكناية بما يعطيه الحال في القصة المذكورة لا يزاد في ذلك ولا ينقص منه.
واعلم أنه لما كانت الأسماء الإلهية نسبا تطلبها الآثار لذلك لا يلزم ما تعطل حكمه منها ما لم يتعطل وإنما يقدح ذلك لو اتفق أن تكون أمرا وجوديا ، فالله إله سواء وجد العالم أو لم يوجد ، فإن بعض المتوهمين تخيل أن الأسماء تدل على أعيان وجودية قائمة بذات الحق