ـ وإن اعتمدوا على الله ـ فما في ظاهرهم الاكتفاء بالله ، وهكذا كل ذي سبب وإن كان من المتوكلين ، فما كل متوكل يظهر منه الاكتفاء على ظاهره.
(وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنا فَأَوْحى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ (١٣) وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ ذلِكَ لِمَنْ خافَ مَقامِي وَخافَ وَعِيدِ (١٤) وَاسْتَفْتَحُوا وَخابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ) (١٥)
لا تكن في الأرض جبارا فيخدعك الطريق ، حتى يصيرك ضجيع الغريق ، فلا تتصف بالتكبر والجبروت من غير أن يعطيك الحق ذلك ، فتضل عن الطريق ، كما فعل بفرعون لما تكبر بغير الحق ، فأغرقه الله تعالى.
(مِنْ وَرائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقى مِنْ ماءٍ صَدِيدٍ (١٦) يَتَجَرَّعُهُ وَلا يَكادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكانٍ وَما هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ وَرائِهِ عَذابٌ غَلِيظٌ) (١٧)
التجرع عن كراهة ومرارة.
(مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمالُهُمْ كَرَمادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عاصِفٍ لا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلى شَيْءٍ ذلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ (١٨) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ) (١٩)
(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ) اعلم أن الله تعالى وصف نفسه بأن له نفسا بفتح الفاء ، وأضافه إلى الاسم الرحمن ، فهو أول غيب ظهر لنفسه ، فكان فيه الحق من اسمه الرب ، فكان العماء الذي كان فيه الرب قبل خلق الخلق ، ثم أوجد الله في