.................................................................................................
______________________________________________________
الكف عن أشياء سماها الشرع مفطرات.
وقال العلامة : هو توطين النفس على الكف عن المفطرات (١) فزاد قيد (التوطين) ، وما أحسنه ، لأن الكف أمر عدمي ، فلا تتعلق به الإرادة.
قال الشيخ في المبسوط : النية ارادة ، فلا تتعلق بالعدم بل بتوطين النفس على الامتناع ، أو فعل كراهية لحدوث المفطرات (٢).
وحاصله : (ان ـ خ) العدم لاستمراره غير مقدور ، والصوم عبارة عن نفي المفطر ، فلا تتعلق الإرادة به ، بل متعلقها توطين النفس وقهرها على الامتناع ، بتخويفها من العقاب ، وهو أمر وجودي ، أو يحدث كراهية إيجاد المفطر.
وهو واجب بالكتاب والسنة والإجماع.
أما الكتاب فقوله تعالى (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ. أَيّاماً مَعْدُوداتٍ فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيّامٍ أُخَرَ ، وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعامُ مِسْكِينٍ ، فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (٣).
وقد تلطف سبحانه بعبادة في هذه الآية من وجوه :
(أ) : تشريفه لهم بالنداء حيث جعلهم محلا لخطابه ومقرا لرد جوابه.
(ب) : تسميته تعالى لهم بالأوصاف الجميلة (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) لا بالأسماء والعبودية.
(ج) (كُتِبَ عَلَيْكُمُ) على بناء الفعول ، ولم يقل «كتبت» أو «أوجبت» رفعا
__________________
(١) قال في القواعد ما لفظه «وشرعا توطين النفس على الامتناع عن المفطرات مع النية» لاحظ ص ٦٣.
(٢) المبسوط : ج ١ كتاب الصوم ، فصل في ذكر النية وبيان أحكامها في الصوم ص ٢٧٨ س ١٧.
(٣) البقرة : ١٨٣ و ١٨٤