صائحا والدموع بلّت لحاه : |
|
(يا رحيما وما أظنّك ترحم) |
ورآه فتى فأشفق منه |
|
إذ رآه هناك يدعو فيأثم |
قال يا شيخ ، أفي المقام وتدعو |
|
دعوة اليأس إن ربك أرحم |
أقتلت النفوس من غير ذنب |
|
قال : يا ليت ، إن ذنبي أعظم |
قال يا شيخ ، هل ظلمت يتيما |
|
قال : بل إنني لأطغى وأظلم |
قال هل كنت قد فتكت بعرض |
|
وتلذّذت بالشراب المحرّم |
قال يا ليت إنني جئت أمرا |
|
روّع البيت والحطيم وزمزم |
قال يا شيخ ، هل كفرت بربّ |
|
إنما الكفر في الذنوب المقدّم |
قال إني فعلت أكبر منه |
|
ذنب إبليس من ذنوبي أرحم |
قال يا شيخ ، رحمة الله عمّت |
|
كلّ من غاص في الذنوب وأجرم |
إن في زورة النبي غياثا |
|
وتراب النبي برء وبلسم |
قم فحدّث بما فعلت لعلي |
|
بالذي قد فعلت أدرى وأعلم |
ربما كان ما فعلت يسيرا |
|
ربما كنت جاهلا تتوهّم |
* * *
قال إني شهدت قتل حسين |
|
حينما حلّ في العراق وخيّم |
فأخذنا الطريق طولا وعرضا |
|
وتركناه ظامئا يتألّم |
وسيوف اللعين تنهل منه |
|
وهو بالسيف ضاربا يتقدّم |
لم أجد في الوجود أشجع قلبا |
|
من حسين ولا أعزّ وأعظم |
مات أنصاره وبعض بنيه |
|
وهو كالطود شامخا ليس يهزم |
ضربات اللعين تأخذ منه |
|
أخذات وبعدها تتحطّم |
والشهيد العظيم ينظر للمو |
|
ت ويتلو من الكتاب المعظّم |
عينه للسماء تنظر للغي |
|
ب وما زال ثغره يتبسّم |
ميتة للشهيد فيها حياة |
|
وسكون لفتنة تتكلّم |
والسموات بالرعود تدوّي |
|
وهي في حلكة الغراب وأسحم |
باكيات بدمعها صارخات |
|
وهي غضبى على الورى تتجهّم |
والأسارى وزينب في الأسارى |
|
مشهد قطّع القلوب ودمدم |
وأنا قد حملت رأس حسين |
|
ليزيد ، غنمت أشأم مغنم |
ويزيد الأثيم ناكث عهد |
|
بين قوم يتيه زهوا وينعم |