بل يحصل الجزم بكذبهم أجمعين لأنّ النبوة تتم بمقدمتين.
الأولى : إن الله تعالى خلق المعجزة على يد مدّعي النبوة لغرض التصديق.
الثانية : إنّ كل من صدّقه الله تعالى فهو صادق.
ومع عدم القول بأحدهما لا يتم دليل النبوة فإنه تعالى لو خلق المعجزة لغير غرض التصديق لم تدل على صدق المدّعي ، إذ لا فرق بين النبي وغيره فإنّ خلق المعجزة لو لم يكن لأجل التصديق لكان لكل أحد أن يدّعي النبوة ويقول إنه تعالى صدّقني لأنه خلق هذه المعجزة ويكون نسبة النبي وغيره إلى هذه المعجزة على السواء ، ولأنه لو خلقها لا للتصديق لزم الإغراء بالجهل لأنه دالّ عليه ، والإغراء بالجهل قبيح لا يصدر منه تعالى.
فإذا استحال عند الأشاعرة أن يفعل لغرض كيف يجوز للنبي هذه الدعوى؟
* * *