أبي طالب ، أصبحت مولاي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة ، فأنزل الله تعالى : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ)».
أقول : هذه الرواية صريحة في ما قلناه وظاهرة في أنّ الآية الشريفة نزلت في يوم غدير خم وغير قابلة للتأويل.
وفي تأريخ بغداد للخطيب البغدادي روى بسنده عن أبي هريرة قال : «من صام يوم ثماني عشرة من ذي الحجّة كتب له صيام ستين شهرا ، وهو يوم غدير خم لما أخذ النبي صلىاللهعليهوآله بيد علي بن أبي طالب عليهالسلام فقال : ألست ولي المؤمنين؟! قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : من كنت مولاه فعلي مولاه. فقال عمر بن الخطاب :
بخ بخ لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كلّ مسلم ، فأنزل الله تعالى : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي)».
أقول : الرواية ذكرها الخطيب في ترجمة حبشون الّذي نقل الرواية ، وروى قريبا منها السّبيعي في تفسيره ، وابن عساكر في تاريخ دمشق في ترجمة أمير المؤمنين علي عليهالسلام.
وفي شواهد التنزيل بإسناده عن عطاء بن السائب ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : «بينما نحن مع رسول الله صلىاللهعليهوآله في الطواف إذ قال : أفيكم علي بن أبي طالب؟ قلنا : نعم يا رسول الله ، فقرّبه النبي صلىاللهعليهوآله فضرب على منكبيه وقال : طوباك يا علي ، أنزلت عليّ في وقتي هذا آية ذكري وإيّاك فيها سواء : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً)».
أقول : لا منافاة في أنّ الآية المباركة نزلت على رسول الله صلىاللهعليهوآله قبل يوم الغدير بأيام وعلم بها رسول الله صلىاللهعليهوآله وجمع آخرون ، ولكن أخّر صلىاللهعليهوآله إعلانها الى يوم الغدير حتّى نصّب عليا بالولاية كما تقدّم ، ويدلّ على ذلك ما رواه فرات بن إبراهيم الكوفي ، قال : حدّثني علي بن أحمد بن خلف الشيباني ، عن عبد الله بن علي ابن المتوكل ، عن بشر بن غياث ، عن سليمان بن العمر العامري ، عن عطاء بن السائب ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : «بينما النبي صلىاللهعليهوآله بمكّة أيّام الموسم