الأزل موجودا ولكن أنعمت عليكم بالتوفيق لاستعدادكم بالتديّن به ، وبه تنكشف الحجب وترتفع الأستار بعد صفاء نفوسكم وحياة قلوبكم ، «(وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي) الّتي أنعمت بها عليكم من التوفيقات والتأييدات وإظهار دينكم على الأديان كلّها في الظاهر والحقيقة بالولاية ، (وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً) حتّى تستكملوا به نفوسكم وتسلكوا به الى الله تعالى بالخروج عن الوجود المجازي بالوصول الى الوجود الحقيقي ، فإنّ ابتغاء رضاءه من أسمى الكمالات ، وإنّ الإسلام هو دينه الى الأبد. (فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ) بالالتفات الى الدنيا مضطرا إليها في غاية الاضطرار ، (غَيْرَ مُتَجانِفٍ لِإِثْمٍ) غير مائل إليها قلبا وغير متجاوز عن قدر الضرورة مع حفظ الحقّ والحقيقة الّتي نزلت في قلبكم ، والمعرفة الّتي أفاضها الله تعالى عليكم ، (فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ) لما ابتلى من الالتفات الى غيره تعالى المضطر إليه ، (رَحِيمٌ) يهديهم الى الحقّ بإقامة الدين والسير في الصراط المستقيم بعد الاستغفار وطلب الاستعانة من العزيز القهّار. ومن الله الاعتصام.