استخدام زينة الله للتجمل لله ، لأنه لا فرق بين زينة الله وزينة الحياة الدنيا إلا بالقصد والنية ، وإنما عين الزينة هي هي ، ما هي أمر آخر ، فالنية روح الأمور ، وإنما لامرىء ما نوى ، ورد في صحيح مسلم أن رجلا قال لرسول الله صلىاللهعليهوسلم : يا رسول الله ، إني أحب أن يكون نعلي حسنا وثوبي حسنا ، فقال له رسول الله صلىاللهعليهوسلم : إن الله جميل يحب الجمال ، وقال : إن الله أولى من تجمل له ، هذا المقصود بالتجمل لله ، لا للزينة والفخر بعرض الدنيا ، والزهو والعجب والبطر على غيره ، واجهد نفسك يا ولي أن تتحلى بحلية قوم بكى رسول الله صلىاللهعليهوسلم شوقا إليهم ، لا يؤثر فيك كلام المغرورين من الفقهاء علماء السوء ، الذين لبسوا رقاق الثياب ، وتناولوا لذيذ المطاعم ، فإن قلت لهم في ذلك تلوا عليك (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ وَالطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ) فقد أخبر النبي صلىاللهعليهوسلم أنهم سيقولون هذا إذا قلت لهم في ذلك ، فمن حديث سعيد بن زيد بن نفيل ، قال : سمعت النبي صلىاللهعليهوسلم وأقبل على أسامة بن زيد ، فقال : يا أسامة عليك بطريق الجنة ، وإياك أن تختلج دونها ، فقال : يا رسول الله ، وما شيء أسرع ما يقطع به ذلك الطريق ، قال : الظمأ في الهواجر وكسر النفس عن لذة الدنيا ، يا أسامة وعليك عند ذلك بالصوم ، فإنه يقرب إلى الله عزوجل ، إنه ليس من شيء أحب إلى الله عزوجل من ريح فم الصائم ، ترك الطعام والشراب لله عزوجل ، وإن استطعت أن يأتيك الموت وبطنك جائع وكبدك ظمآن فافعل ، فإنك تدرك شرف المنازل في الآخرة ، وتحمل مع النبيين صلوات الله عليهم أجمعين ، تفرح بقدوم روحك عليهم ، ويصلي عليك الجبار تبارك وتعالى ، وإياك يا أسامة وكل كبد جائع يخاصمك إلى الله عزوجل يوم القيامة ، وإياك يا أسامة ودعاء عباد قد أذابوا اللحوم ، وأحرقوا الجلود بالريح والسمائم ، وأظمأوا الأكباد ، حتى غشيت أبصارهم ، فإن الله عزوجل قد نظر إليهم وباهى بهم الملائكة عليهمالسلام ، بهم تصرف الزلازل والفتن ، ثم بكى النبي صلىاللهعليهوسلم حتى اشتد نحيبه ، وهاب الناس أن يكلموه ، حتى ظنوا أن أمرا قد حدث بهم من السماء ، ثم تكلم فقال : ويح هذه الأمة ، ما يلقى منهم من أطاع الله ربه عزوجل فيهم!! كيف يقتلونه ويكذبونه من أجل أنه أطاع الله تعالى؟ فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : يا رسول الله ، والناس يومئذ على الإسلام؟ قال : نعم ، قال : ففيم إذن يقتلون من أطاع الله وأمرهم بطاعة الله؟ فقال : يا عمر ترك الناس الطريق ، وركبوا الدواب ، ولبسوا ليّن