على أمر آخر ، وأسماء تدل على صفات تنزيه ، وأسماء تدل على صفات أفعال ، وما ثم مرتبة رابعة ، وكل هذه الأسماء قد ظهرت في العالم ، فأسماء الذات يتعلق بها ولا يتخلق وأسماء صفات التنزيه يقدس بها جناب الحق تعالى ويتخلق بها العبد بحسب ما تعطيه مما يليق به ، فكما أن العبد يقدس جلال الله أن تقوم به صفات الحدوث ، كذلك يقدّس العبد بهذه الأسماء في التخلق بها أن تقوم به صفات القدم والغنى المطلق ، وأسماء صفات الأفعال يوحد العبد بها ربه فلا يشرك في فعله تعالى أحدا من خلقه.
شرح الأسماء الحسنى وتعلقها : نسب الحق تعالى إلى نفسه الأسماء الحسنى دون غيرها من الأسماء ، وإن كانت أسماء له في الحقيقة ، إلا أنه عرّاها عن النعت بالحسنى فهو عزوجل «الله» من حيث هويته وذاته. «الرحمن» بعموم رحمته التي وسعت كل شيء. «الرحيم» بما أوجب على نفسه للتائبين من عباده. «الرب» بما أوجده من المصالح لخلقه. «الملك» بنسبة ملك السموات والأرض إليه ، فإنه رب كل شيء ومليكه. «القدوس» بقوله وما قدروا الله حق قدره ، وتنزيهه عن كل ما وصف به. «السلام» بسلامته من كل ما نسب إليه مما كره من عباده أن ينسبوه إليه. «المؤمن» بما صدق عباده ، وبما أعطاهم من الأمان إذا وفوا بعهده. «المهيمن» على عباده بما هم فيه من جميع أحوالهم مما لهم وعليهم. «العزيز» لغلبه من غالبه إذ هو الذي لا يغالب ، وامتناعه في علو قدسه أن يقاوم. «الجبار» بما جبر عليه عباده في اضطرارهم واختيارهم ، فهم في قبضته. «المتكبر» لما حصل في النفوس الضعيفة من نزوله إليهم في خفي ألطافه لمن تقرب بالحد والمقدار ، من شبر وذراع وباع وهرولة وتبشيش وفرح وتعجب وضحك وأمثال ذلك. «الخالق» بالتقدير والإيجاد. «البارى» بما أوجده من مولدات الأركان. «المصور» بما فتح في الهباء من الصور ، وفي أعين المتجلى لهم من صور التجلي المنسوبة إليه ما نكر منها وما عرف ، وما أحيط بها وما لم يدخل تحت إحاطة. «الغفار» بمن ستر من عباده المؤمنين. «الغافر» بنسبة اليسير إليه. «الغفور» بما أسدل من الستور من أكوان وغير أكوان. «القهار» من نازعه من عباده بجهالة ولم يتب. «الوهاب» بما أنعم به من العطاء لينعم ، لا جزاء ولا ليشكر به ويذكر. «الكريم» المعطي عباده ما سألوه منه. «الجواد» المعطي قبل السؤال ليشكروه فيزيدهم ويذكروه فيثيبهم. «السخي» بإعطاء كل شيء خلقه ،