في الأصول والفروع.
(وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ (٣٠) وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا قالُوا قَدْ سَمِعْنا لَوْ نَشاءُ لَقُلْنا مِثْلَ هذا إِنْ هذا إِلاَّ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ (٣١) وَإِذْ قالُوا اللهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ أَوِ ائْتِنا بِعَذابٍ أَلِيمٍ) (٣٢)
(وَإِذْ قالُوا اللهُمَّ) أي الله نقصد ، وأصلها بالله أمّنا أي اقصدنا (إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ أَوِ ائْتِنا بِعَذابٍ أَلِيمٍ) فما قالوا هذا القول إلا لعمى قلوبهم ، فإنهم يعلمون بأن ذلك ممكن ، ولكن لم يوفقهم الله أن يقولوا : تب علينا ، أو أسعدنا ، وما قالوه إلا مبالغة في التكذيب ، إذ لو احتمل عندهم صدق الرسول ما قالوا مثل هذا القول ، فإن النفوس جبلت على جلب المنافع لها ودفع المضار عنها.
(وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَما كانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (٣٣) وَما لَهُمْ أَلاَّ يُعَذِّبَهُمُ اللهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَما كانُوا أَوْلِياءَهُ إِنْ أَوْلِياؤُهُ إِلاَّ الْمُتَّقُونَ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ) (٣٤)
ما اتخذ الله وليا جاهلا ، والولاية من شرطها العلم وليس من شرطها الإيمان ، فإن الإيمان مستنده الخبر ، فالموحدون بأي وجه كان أولياء الله تعالى ، فإنهم حازوا أشرف المراتب ، فإنه يدخل تحت فلك الولاية كل موحد لله بأي طريق كان ، ومن كان حاله التقوى والاتقاء كيف يفرح أو يلتذ؟ من يتقي فإن تقواه وحذره وخوفه أن لا يوفي مقام التكليف حقه ، وعلمه بأنه مسئول عنه ، لا يتركه يفرح ولا يسر بعزة المقام ، قال صلىاللهعليهوسلم : [أنا أتقاكم لله وأعلمكم بما أتقي] حين قالت له الصحابة في اجتهاده : قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك