والكتابة عن موصوفه تبارك وتعالى. واعلم أن من مقام هذه الآية قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده ، فقولوا : ربنا ولك الحمد ، فإن الله قال على لسان عبده سمع الله لمن حمده. واعلم أن من سمع كلام الله من الله استفاد ، ومن سمعه من المحدث ربما عاند وربما قبل بحسب ما يوفق له. ـ إشارة ـ لا تقل نحن إياه ، لقوله فأجره حتى يسمع كلام الله ، أنت الترجمان ، والمتكلم الرحمن ، تقيد كلام الله بالأمكنة ، بكونه في المصاحف والألسنة. الحروف ظروف ، والصفة عين الموصوف ، فإذا نطقت فاعلم بمن تنطق ، فعليك بالصدق. ـ تحقيق ـ لما كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم هو المتكلم بالقرآن ، فليس أحد من خلق الله يجوز أن يخبر عن نفسه ولا عن غيره ، وإنما إخبار الجميع عن الله ، فإنه سبحانه هو الذي يخلق فيهم بكن ما يخبرون به ، فالعارف يقبل كل كلام ، وينزله في المنزلة التي عينها الله على لسان الشرع.
(كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِنْدَ اللهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ إِلاَّ الَّذِينَ عاهَدْتُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ فَمَا اسْتَقامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (٧) كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلاًّ وَلا ذِمَّةً يُرْضُونَكُمْ بِأَفْواهِهِمْ وَتَأْبى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فاسِقُونَ) (٨)
(لا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلا ذِمَّةً) الإل بكسر الهمزة هو الله تعالى ، والإل أيضا العهد بكسر الهمزة ، فالإل اسم من أسماء الله ، (وَلا ذِمَّةً) الذمة العهد والعقد.
(اشْتَرَوْا بِآياتِ اللهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ ساءَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (٩) لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلا ذِمَّةً وَأُولئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ (١٠) فَإِنْ تابُوا وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ فَإِخْوانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (١١)