ولا يتشبهوا بالمسلمين في شيء من لباسهم ، في قلنسوة ولا عمامة ولا نعلين ، ولا فرق شعر ، ولا يتسموا بأسماء المسلمين ، ولا يتكنوا بكناهم ، ولا يركبوا سرجا ، ولا يتقلدوا سيفا ، ولا يتخذوا شيئا من السلاح ، ولا ينقشوا خواتيمهم بالعربية ، ولا يبيعوا الخمور ، وأن يجزوا مقادم رؤوسهم ، وأن يلزموا زيهم حيث ما كانوا ، وأن يشدوا الزنانير على أوساطهم ، ولا يظهروا صليبا ، ولا شيئا من كتبهم في طرق المسلمين ، ولا يجاوروا موتى المسلمين بموتاهم ، ولا يضربوا بالناقوس إلا ضربا خفيفا ، ولا يرفعوا أصواتهم بالقراءة في كنائسهم في شيء من حضرة المسلمين ، ولا يخرجوا شعانين ، ولا يرفعوا مع موتاهم أصواتهم ، ولا يظهروا النيران معهم ، ولا يشتروا من الرقيق ما جرت عليهم سهام المسلمين ، فإن خالفوا في شيء مما شورطوا عليه ، فلا ذمة لهم ، وقد حل للمسلمين منهم ما يحل من أهل المعاندة والشقاق.
(وَقالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللهِ وَقالَتِ النَّصارى الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ ذلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْواهِهِمْ يُضاهِؤُنَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قاتَلَهُمُ اللهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) (٣٠)
(وَقالَتِ الْيَهُودُ : عُزَيْرٌ ابْنُ اللهِ) أي بالتبني (وَقالَتِ النَّصارى : الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ) يعنون بنوّة الصلب ، إذ لم يعرفوا له أبا ولا تكون عن أب لجهلهم بما قال الله ، من تمثل الملك لمريم بشرا سويا ، وجعله الحق روحا إذ كان جبريل روحا ، فما تكون عيسى إلا عن اثنين ، فجبريل وهب لها عيسى في النفخ ، فلم يشعروا بذلك كما ينفخ الروح في الصورة عند تسويتها ، فما عرفوا روح عيسى ولا صورته ، وأنّ صورة عيسى مثل تجسد الروح ، لأنه عن تمثل ، فلو تفطنت لخلق عيسى لرأيت علما عظيما ، تقصر عنه أفهام العقلاء.
(اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَرُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَما أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا إِلهاً واحِداً لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ) (٣١)