يَنالُوا وَما نَقَمُوا إِلاَّ أَنْ أَغْناهُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْراً لَهُمْ وَإِنْ يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللهُ عَذاباً أَلِيماً فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَما لَهُمْ فِي الْأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ (٧٤) وَمِنْهُمْ مَنْ عاهَدَ اللهَ لَئِنْ آتانا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ) (٧٥)
وهو قول ثعلبة بن حاطب لرسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وما أخبر الله تعالى عنه أنه قال إن شاء الله ، فلو قال : إن شاء الله لفعل ، ثم ، قال تعالى في حقه :
(فَلَمَّا آتاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ) (٧٦)
نزلت في حق ثعلبة لما فرض الله الزكاة جاءه مصدق رسول الله صلىاللهعليهوسلم يطلب منه زكاة غنمه ، فاشتد عليه ذلك بعد ما كان عاهد الله كما أخبر الله ، في قوله : (وَمِنْهُمْ مَنْ عاهَدَ اللهَ) الآية فلما رزقه الله مالا ، وفرض الله الصدقة عليه قال ما أخبر الله به عنه ، وقوله تعالى : (بَخِلُوا بِهِ) هي صفة النفس التي جبلت عليه ، فقال : هذه أخية الجزية وامتنع ولم يقبل حكم الله ، فأطلق عليهم صفة البخل لمنعهم ما أوجب الله عليهم في أموالهم ، وأخبر الله فيه بما قال.
(فَأَعْقَبَهُمْ نِفاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِما أَخْلَفُوا اللهَ ما وَعَدُوهُ وَبِما كانُوا يَكْذِبُونَ) (٧٧)
فلما بلغه ما أنزل الله فيه جاء بزكاته إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فامتنع رسول الله صلىاللهعليهوسلم أن يأخذها منه ولم يقبل صدقته إلى أن مات صلىاللهعليهوسلم ، وسبب امتناعه صلىاللهعليهوسلم من قبول صدقته أن الله أخبر عنه أنه يلقاه منافقا ، والصدقة إذا أخذها النبي صلىاللهعليهوسلم طهره بها وزكاه ، وصلى عليه