.................................................................................................
______________________________________________________
ومنها : أنّها مرتبة من مقولة الجدة ، كما في تقرير بحث شيخ مشايخنا المحقق النائيني قدّس سرّه من : «أن الملكية في باب الأموال عبارة عن مرتبة من مقولة الجدة ، أي : اعتبار كون شيء لشيء آخر» (١).
ومنها : أنّها إضافة ، كما ربما يظهر من المحقق الخراساني في باب الأحكام الوضعية ، حيث قال : «ان الملك يقال بالاشتراك على ذلك ـ أي الجدة المقولية ـ وعلى اختصاص شيء بشيء خاص» (٢).
ومنها : أنّها برزخ بين الاعتبارات الذهنية الصرفة وهي الوجودات الادّعائية كأنياب الأغوال العارية عن الحقيقة ، الزائلة بالغفلة وذهول النفس ، وبين الإضافات المقولية والنسب الخارجية ، كما في تقرير شيخنا المحقق العراقي قدّس سرّه (٣).
ومنها : أنّها تساوق الاحتواء والوجدان تقريبا ، كما مال إليه المحقق الأصفهاني قدّس سرّه (٤).
ومنها : أنّها إحاطة وسلطنة ، كما في تقرير السيد الخويي قدّس سرّه (٥).
ومنها : غير ذلك مما يقف عليه المتتبع.
والظاهر أنّ التعاريف المذكورة تقريبية ، لوحظ في كلّ منها حيثية من حيثيات الملك وأثر من آثاره. ولعلّ الأقرب ـ بالنظر إلى ورود هذه المادة في الاستعمالات الفصيحة هو الوجدان ، فإنه المنسبق منه الى الذهن سواء في الملك الحقيقي والاعتباري الذي هو مورد البحث ، فقد تكرّر في الذكر الحكيم التعبير بعدم الوجدان فيمن لا يستطيع الهدي ، وفي الكفارة المرتّبة ، قال عزّ من قائل (فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيٰامُ ثَلاٰثَةِ أَيّٰامٍ فِي الْحَجِّ) (٦). و (فَمَنْ لَمْ
__________________
(١) المكاسب والبيع ، ج ١ ، ص ٨٤.
(٢) كفاية الأصول ، ج ٢ ، ص ٣٠٧ ، المطبوعة مع حواشي العلامة المشكيني.
(٣) نهاية الأفكار ، ج ٤ ، ص ١٠٢.
(٤) حاشية المكاسب ، ج ١ ، ص ٧.
(٥) مصباح الفقاهة ، ج ٢ ، ص ٤٤.
(٦) البقرة ، الآية : ١٩٦.