الآية (وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذابِ) فالعرض صباحا ومساء في النار البرزخية وهي موجودة في بعض بقاع الأرض في وادي برهوت اليمن. فلو كان الموت دليلا على اندثار الروح بعد موت الجسد لما كان هناك أيّ معنى لمسألة العرض على النار صباحا ومساء.
الآية الثانية :
قوله تعالى : (وَلَوْ تَرى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَراتِ الْمَوْتِ وَالْمَلائِكَةُ باسِطُوا أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذابَ الْهُونِ بِما كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللهِ غَيْرَ الْحَقِ) (الأنعام / ٩٤).
تشير الآية المباركة إلى أن للظالمين أبدانا وأنفسنا ، وملائكة القبض ينزعون أرواحهم من أبدانهم قائلين لهم : أخرجوا أنفسكم من سكرات الموت إن استطعتم وصدقتم فيما قلتم وادّعيتم.
ولو كان الإنسان جسدا بلا روح لما كان لأخذ النفس أيّ معنى ، إذ يكون الموت عبارة عن إخماد الحرارة الغريزية فقط وقد تقدم بطلان هذه الدعوى.
الآية الثالثة :
قوله تعالى : (يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي) (الفجر / ٢٨ ـ ٣١).
هنا خاطب سبحانه النفس لا البدن ، فأمرها تعالى بالرجوع إلى ربّها فتدخل في عباده المكرمين والجنّة إذا ما تحلت بصفات الجمال والكمال ، وهؤلاء العباد المكرمون هم نبي الرحمة وعترته الطاهرة.
وهذا نظير قوله تعالى : (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ) (البقرة / ١٥٧) فنحن صنايع الله عزوجل وإليه نعود ليجازينا على أعمالنا خيرها وشرها مما يدلّ على أن النفس لا تموت بل هي مستودعة فيه لأجل معين.
الآية الرابعة :
قوله تعالى : (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ ثُمَّ جَعَلْناهُ نُطْفَةً فِي قَرارٍ مَكِينٍ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظاماً فَكَسَوْنَا الْعِظامَ لَحْماً ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ) (المؤمنون / ١٣ ـ ١٥).