فإذا كنت في آخر السورة فقم وأتمّها واركع تحسب لك بصلاة قائم » (١).
مسألة ٢٢ : النوافل التي لا سبب لها هي ما يتطوع بها الإنسان ابتداء ، وهي أفضل من نفل العبادات ، لأن فرض الصلاة أفضل من جميع الفرائض ، والتنفل بالليل أفضل لقوله تعالى ( وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نافِلَةً لَكَ ) (٢) ولأنه وقت غفلة الناس فكانت العبادة فيه أفضل.
ولا يستحب استيعاب الليل بالصلاة لأن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بلغه عن بعض أصحابه أنه يصوم فلا يفطر ، ويقوم فلا ينام ، فقال له رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ( لا تفعل إن لعينك ، ونفسك عليك حقا ، ولأهلك عليك حقا ) (٣) وآخر الليل أفضل من أوله ، قال تعالى ( وَبِالْأَسْحارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ) (٤) ( وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحارِ ) (٥).
وينبغي أن ينام نصف الليل ، ويصلي ثلثه ، وينام سدسه ، لأنه روي أن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : ( أحب الصلاة الى الله تعالى صلاة داود. كان ينام نصف الليل ، ويقوم ثلثه ، وينام سدسه ) (٦).
__________________
(١) التهذيب ٢ : ١٧٠ ـ ٦٧٦.
(٢) الاسراء : ٧٩.
(٣) صحيح البخاري ٧ : ٤٠ و ٨ : ٣٨ ، صحيح مسلم ٢ : ٨١٧ و ٨١٨ ـ ١٢٣ ، سنن النسائي ٤ : ٢١١ ، مسند أحمد ٦ : ٢٦٨.
(٤) الذاريات : ١٨.
(٥) آل عمران : ١٧.
(٦) صحيح البخاري ٢ : ٦٣ ، صحيح مسلم ٢ : ٨١٦ ـ ١٨٩ ، سنن أبي داود ٢ : ٣٢٧ و ٣٢٨ ـ ٢٤٤٨ ، سنن ابن ماجة ١ : ٥٤٦ ـ ١٧١٢ ، مسند أحمد ٢ : ١٦٠.