(أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْراهِيمَ وَأَصْحابِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكاتِ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَما كانَ اللهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (٧٠) وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَيُطِيعُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللهُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (٧١) وَعَدَ اللهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَمَساكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوانٌ مِنَ اللهِ أَكْبَرُ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (٧٢)
جنة عدن أشرف الجنان لأنها قصب الجنة ، والقصبة حيث تكون دار الملك ، وهي دار تورث من قصدها الإمداد والفتح في العلم الإلهي ، الذي يعطي المشاهدة ، فإن بها كثيب المسك الأبيض ، وهو موطن الزور الأعظم ، والرؤية العامة ، والكثيب أشرف مكان في جنة عدن التي خلقها الله تعالى بيده ، دون سائر الجنات ، وجعلها له كالقلعة للملك ، وجعل فيها الكثيب الأبيض من المسك ، التي يتجلى فيها الرب لعباده عند الرؤية ، كالمسك بفتح الميم من الحيوان وهو الجلد وهو الغشاء الظاهر للأبصار من الحيوان ، وأدار الحق تعالى بجنة عدن سائر الجنات ، وبين كل جنة وجنة سور يميزها عن صاحبتها ، وسمى كل جنة باسم معناه سار في كل جنة ، وإن اختصت هي بذلك الاسم فإن ذلك الاسم الذي اختصت به أمكن ما هي عليه من معناه وأفضله ، والجنات هي جنة عدن ، وجنة الفردوس ، وجنة النعيم ، وجنة المأوى ، وجنة الخلد ، وجنة السلام ، وجنة المقامة والوسيلة ، وهي أعلى جنة في الجنات ، فإنها في كل جنة من جنة عدن ، إلى آخر جنة فلها في كل جنة صورة ، وهي مخصوصة برسول الله صلىاللهعليهوسلم وحده ، نالها بدعاء أمته حكمة من الله ، حيث نال الناس السعادة ببركة بعثته ودعائه إياهم إلى الله ، وتبيينه ما نزّل الله إلى الناس من أحكامه جزاء وفاقا ، وجعل