فَعَلُوهُ لَبِئْسَ ما كانُوا يَفْعَلُونَ (٧٩) تَرى كَثِيراً مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ ما قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذابِ هُمْ خالِدُونَ) (٨٠)
لكون النار جعلها الله دار من سخط عليه.
(وَلَوْ كانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالنَّبِيِّ وَما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِياءَ وَلكِنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ فاسِقُونَ (٨١) لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَداوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قالُوا إِنَّا نَصارى ذلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْباناً وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ) (٨٢)
المكلف إذا خاف وقامت به الرهبة ، فأدته إلى مراعاة الحدود سمي راهبا ، وسميت الشريعة رهبانية ، ومدح الله الرهبان بذلك في كتابه.
(وَإِذا سَمِعُوا ما أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنا آمَنَّا فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ) (٨٣)
يقول تعالى في حق من سمع من النصارى (وَإِذا سَمِعُوا ما أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ) فوصفهم بأنهم يسمعون ، ثم ذكر ما كان منهم حين سمعوا فقال : (تَرى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ) وما أثر فيهم إلا من أثر علمهم القائم بهم لما تدل عليه تلك الآية ، وشهودهم ما تضمنه الأمر الذي أبكاهم ، فلم يكن الأثر لصورة لفظ الآية ، وإنما الأثر لما قام بنفس العالم بها المشاهد ما نزلت له تلك الآية ، لذلك قال تعالى عنهم : (يَقُولُونَ رَبَّنا آمَنَّا فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ) وأخبر تعالى أنهم آمنوا ، وأخبر أنه تعالى أثابهم على إيمانهم بما ذكر في الآيات ، فالراهب يترك بحكم الحق وما انقطع إليه ، ولم يكفره بل سلم له ما هو عليه ، ما ذاك إلا