إشارة إلى المعارف الإلهية القدسية الموسوية ، فالوادي مسيل المعارف في قلوب العباد من حيث هم عباد.
(لِلَّذِينَ اسْتَجابُوا لِرَبِّهِمُ الْحُسْنى وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُمْ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لافْتَدَوْا بِهِ أُولئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسابِ وَمَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهادُ (١٨) أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمى إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ (١٩) الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَلا يَنْقُضُونَ الْمِيثاقَ) (٢٠)
وهم الذين لا يغدرون إذا عهدوا ، فلا ينقضون عهدا مع الله كان ما كان ، من قليل الخير وكثيره ، ولا لرخصة تظهر تسقط الإثم ، فيوفي العهد ولا ينقضه تماما للمقام الأعلى وكمالا ، فإن النفس إذا تعودت نقض العهد واستحلته لا يجيء منها شيء أبدا ، ومن جملة ما سأل قيصر ملك الروم عنه أبا سفيان بن حرب حين سأله عن صفة النبي صلىاللهعليهوسلم هل يغدر؟ فالوفاء من شيم خاصة الله ، فمن أتى في أموره التي كلفه الله أن يأتي بها على التمام ، وكثر ذلك في حالاته كلها ، فهو وفّي ، وقد وفّى ، يقال : وفى الشيء وفيّا ، على فعول بضم فاء الفعل ، إذا تم وكثر ، وأوفى على الشيء إذا أشرف.
(وَالَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ) (٢١)
(وَالَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ) يعني من صلة الأرحام ، وأن يصلوا من قطعهم من المؤمنين بما أمكنهم من السلام عليهم فما فوقه من الإحسان ، ولا يؤاخذ بالجريمة التي له الصفح عنها والتغافل ، ولا يقطعون أحدا من خلق الله إلا من أمرهم الحق بقطعه فيقطعونه ، قال صلىاللهعليهوسلم [الرحم شجنة من الرحمن] أي هذه اللفظة أخذت من الاسم الرحمن ، فمن وصلها وصله الله ، ومن قطعها قطعه الله ، وقطعه إياها هو قطع الله ، وقد